كشف الخبير الاقتصادي «فضل أبو العينين» أن الاستثمار في الأندية الرياضية لا يمكن أن يقوم دون أن تكون هناك ثقة في المجال الاستثماري، ولا يمكن للتدفقات المالية أن تحمي القطاعات الاستثمارية طالما أنها متقطعة لأسباب مرتبطة بالوفاء، وقال ل «الشرق» «الحكومة السعودية ارتأت أن لا تبيع حقوق البث التليفزيوني لمحطات غير سعودية لأهداف أمنية، لذلك فمن المفترض أن تلتزم بدفع قيمة هذا النقل في وقته المحدد، لأن أي تأخير يعني الإضرار المباشر بالأندية التي تحولت من أندية هاوية إلى أندية محترفة تقوم بدفع الرواتب للاعبين وجميع العاملين بها، إضافة إلى تكاليف مالية أخرى مرتبطة بالتشغيل، مبينا أنه إذا كانت النفقات السنوية للأندية أعلى بكثير من الدخل فهذا يعني حتمية إفلاس الأندية الرياضية المحترفة بالسعودية على المدى المتوسط ويعني أن هناك مشكلات مالية على المدى القريب، ومن هنا أعتقد أن الاحتراف في الرياضة خصوصا في الأندية لم يتحقق منه سوى الاسم دون العمل بجوهره الحقيقي. وطالب أبو العينين أن تقوم الحكومة بدفع مستحقات الأندية في وقتها المحدد دون تأخير، وأضاف: هذا حق من حقوق الأندية، ينبغي أن تلتزم الحكومات بالعقود الموقعة معها لكي نتحول من الالتزامات اللفظية إلى الالتزامات المرتبطة بالعقود مستوجبة النفاذ وأن يكون هناك مواد نظامية تحمي الأندية من أي تأخر في مستحقاتها، واقترح أن تكون هناك غرامات تتحملها الجهة الحكومية في حالة تأخر مستحقات الأندية أو الجهات الراعية أو المعلنة. وتابع: لا بد من مراجعة حقيقية وإعادة هيكلة ومشروع الاحتراف الرياضي في المملكة خاصة أننا نعاني من تراجع في مستوى ونتائج الرياضة السعودية، وعدم قدرتها على التطور والسبب الرئيس في اعتقادي هو شح الإنفاق الرياضي، وضعف الفكر الاحترافي وغياب الأنظمة والقوانين التي تحمي هذه المنظومة من الأخطاء المتبادلة من أطراف العلاقة. وأوضح: أن الأندية الصغيرة في الدوري ظلت تصارع دون أن تحصل على عقود رعاية، وظلت تعتمد في صرفها على تبرعات الأعضاء، وتصرخ من الإفلاس، ومع ذلك لم يسمعها أحد، ولكن الوضع في الأندية الكبيرة يختلف، فإذا عطست فالكل ينتبه لها. ولكن هذه الأندية الكبيرة لو توقف عنها الرعاة لأعلنت إفلاسها بسبب عقودها الكبيرة مع اللاعبين المحترفين. وعرج أبو العينين بالحديث عن نفقات الأندية، وقال: هناك فوضى مالية في بعض الأندية، والدليل أن ما ينفقه بعضها من أموال في عقود اللاعبين مبالغ فيه، وفي نهاية الأمر فإن هذه الأندية تتورط بالدفع وتكلف خزينة النادي أموالاً باهظة. وأكد أن تعاقدات الأندية مع بعض اللاعبين في بعض الأحيان تبنى على العواطف؛ حيث تجد أن هناك لاعباً صاحب مستوى غير جيد، وكبيراً بالسن، يتم التعاقد معه بمبلغ أكبر مما يمنحونه للاعب صغير عمره 20 سنة وله مستقبل يفيد النادي، وقال: هذا ليس استثمار رياضي بل جنون، وهذا يعتبر إساءة حقيقية لموارد الأندية، النادي أصبح يتحول من منشأة رياضية استثمارية إلى منشأة رياضية وجاهية. وتعاني أندية المحترفين في الدوري ال 14 أزمة مالية خانقة لدرجة أن وصل لاعبو أندية نجران والفيصلي والقادسية مرحلة الإضراب عن التمارين لعدم تسلمهم رواتبهم المتأخرة، وهذا الأمر مؤشر خطير قد يتسبب في إفلاس هذه الأندية إذا بقيت على هذا الحال في السنوات المقبلة. وتتهم الأندية اتحاد كرة القدم بعدم صرف مستحقاتها الخاصة من النقل التليفزيوني وإعانة الاحتراف لمدة ثلاث سنوات، حيث تبلغ متأخرات الأندية من النقل التليفزيوني 189 مليون ريال، ومن إعانة الاحتراف 750 ألف ريال لكل نادٍ. بينما بلغت مصروفات الأندية ال 14 في التعاقدات مع لاعبين محليين وأجانب في موسم 2012-2013 حوالي 458 مليون ريال. وتحصل خمسة أندية فقط من الأندية ال 14 المحترفة على رعاية من شركات الاتصال، والأندية الخمسة هي الهلال وترعاه شركة موبايلي، أما النصر والاتحاد والأهلي والشباب فترعاهم شركة الاتصالات.