محمد المبارك كثيرة هي الوسائل التي استخدمت للاتصال بين البشر على مر العصور المختلفة، فقد استخدم الحمام الزاجل لنقل الرسائل، وكذلك الخيل وغيرها في العصور الفائتة، وتقدم الزمن حتى وصل إلى البريد والهاتف والإنترنت، وظهر من خلاله البريد الإلكتروني و»الماسنجر» وغيرها من برامج المحادثة وتبادل الملفات الصوتية والمرئية. وبدأ يشاطرها ذلك الهاتف المحمول تقنية واستخداماً، حيث أخذ المستخدمون يتحررون من قيود أسلاك الهاتف الثابت، واستطاعوا أن يتنقلوا به من مكان إلى آخر، ولذلك سمي باسمه الآخر الهاتف «النقال»، وربما تعتبر هذه الميزة من أهم ميزاته الإيجابية. وما دمنا أننا قلنا مميزاته الإيجابية، فإذاً هناك أيضاً ما يميزه سلبياً، لأنه من وجهة نظري، معظم -إن لم يكن جميع- وسائل الاتصال والإعلام سلاح ذو حدين، سواء التلفاز أو الحاسب الآلي أو الهواتف المحمولة.. إلخ. فمثلاً الهواتف المحمولة على المستوى الصحي كثرة استخدامها يتسبب في اضطرابات في النوم، ولا تسلم الآذان منها. أما من حيث الاستخدام، فأكثر الاستخدام سيئ وللأسف الشديد، وبعد أن تقدمت أجيال الهاتف الجوال صاحبتها تقنية البلوتوث التي ظهرت على المستوى الشعبي مطلع عام 1998م. وأيضاً استمر الاستخدام الخاطئ حتى مع هذه التقنية، وخير دليل الأرقام المسجلة لهذا الاستعمال. والسؤال المهم هنا، لماذا هذا الاستخدام غير الجيد لهذه التقنية ولماذا لم نستثمرها للإفادة الأخروية والدنيوية؟ وما هي سُبل هذه الإفادة؟. أولاً: وقبل طرح هذه السبل نعلم أن هناك طرقاً للاستفادة من هذه التقنية. وثانياً: بيان خطأ من يقول إن الانحراف جاءنا من التكنولوجيا، وأنها هي سبب الانحراف.. بطبيعة الحال هذا غير صحيح؛ لأن السبب في الانحراف هو المستخدم نفسه؛ لأننا كما قلنا آنفاً هي سلاح ذو حدين، فمن الممكن أن نستخدمها في الخير أو العكس. وقلنا يمكن أن نستثمرها في سُبل الإفادة.. فعلى المستوى الرسمي ذكرت أيضاً إحدى الصحف المحلية أن إحدى إدارات التعليم في المملكة حاربت تفشي «المقاطع الخليعة» وأبدلتها ب «البلوتوث التربوي» وهذه خطوة رائعة جداً وتكون أكثر روعة لو تعمم على جميع إدارات التعليم بالمملكة. وكذلك من ضمن سُبل الإفادة «البلوتوث الدعوي» الذي من خلاله نستطيع أن نسمع ونتناقل الذكر الحكيم والحديث الشريف والنشيد الإسلامي والمحاضرات الإسلامية، فهذا خير بديل وخير معين للمسلم الذي يريد البعد عن الوقوع في المحظور. وأخيراً نقول: بما أن البلوتوث من أدوات الاطلاع والمعرفة، فيجب أن نجعله يؤدي دوره فيما ينبغي في خدمة الإنسان، ولاسيما المسلم، فعليه أن يستعملها فيما يرضي الله تعالى ويخدم مجتمعه.