ارحل شمالاً أو جنوباً … قف في المنتصف بين سماء ونهر تلفت لعلك ترى حولك ظل وردة أو تلمح في الجانب الآخر امرأة غالبها النعاس … وأيقظها السعال احذر العبور في طرقات الظلام وتجنب السير في الأزقة الموبوءة بالملاريا وعوالق الملح والسقام عد إلى حيث البدء … ففي البدء دائماً يكمن السلام آه يا صاحبي أعلمُ أنك بعد تلك العيون.. لم تعد تعرف السلام إذن عاود السير غرباً حتى وإن حل عليك الظلام فاستنر بعود ثقاب إلى حين تصل إلى مطالع النجوم لن يطول بك البُعد… ولو يطول لا تخش السير في الظلام هناك عند المفرق بين الشمال والغرب ستجد حوانيت مليئة بالشموع وستجد حلوى وطعاما وسترتوي ماءً زلالاً ولكن إياك أن تفكر في العودة إلى الجنوب لأنك ستغرق في بحار من الدموع وسيتوه عن ذاكرتك الكلام كل الكلام وستصاب بالسعال وقد تصيبك الدهشة… وينتصب أمام عينيك ألف سؤال وسؤال ولن تجد الجواب…!!! الجنوب يا سيدي موحل طريقه وشاق فقد حاولت قبلك فلم أجد إلا السراب إلا السراب فعد من حيث أتيت ودع عنك الجنون فالجنوب يا صاحبي موطن الحزن والعذاب