الرياض – خالد الصالح القحطاني: صدى المهرجان انتشر في عموم الدول الخليجية والعربية منذ زمن محفوظ: تراكم التجربة جعله أحد المعالم الثقافية والفنية في المشهد الوطني مظفر: اختيار شخصية نسائية للتكريم يشير إلى أن المستقبل للسيدات السعوديات المحيميد: «الجنادرية» يوفر للمواطنين ما يحتاجونه من أنواع الترفيه المفيد مثَّل اختيار الدكتورة ثريا عبيد، لتكون الشخصية المكرمة في الدورة ال28 للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، كأول امرأة تكرم في المهرجان، مؤشراً أولياً لدى عدد من الكتاب والمثقفين والأكاديميين، على رغبة القائمين على المهرجان في البناء على نجاحات الدورات السابقة، موضحين، في حديثهم ل «الشرق»، أن تكريمها يعكس المكانة التي تتمتع بها المرأة في المجتمع. وشددوا على أن مهرجان «الجنادرية» أصبح علامة مميزة، وتظاهرة منتظرة كل عام، وموسماً ثقافياً يبرز تراث البلاد، غير أن بعضهم دعا إلى تضمين برنامجه بعروض مسرحية وسينمائية، لإعطاء المهرجان نكهة جديدة. وسيتم تكريم عبيد، مع منحها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، في المهرجان، الذي تنطلق فعالياته الأربعاء المقبل، بمشاركة أكثر من 300 مفكر وأديب من مختلف دول العالم. موسم ثقافي وقال أستاذ الأدب الحديث في جامعة الملك سعود الدكتور سلطان القحطاني، إن موسم الجنادرية يعد من أهم المواسم الثقافية في المملكة، من خلال إبراز تراث البلاد الذي لا يكاد ينفك من أي مواطن سعودي، لافتاً إلى أن التطوير الذي قد يطرأ على المهرجان يجب أن يقتصر فقط على الشكل، أما المضمون يبقى واحداً وأساساً لا يتغير، موضحاً أن تكريم أول امرأة يعكس مكانتها التي تتمتع بها في المملكة. وعن اللجنة الثقافية المشرفة على المحاضرات والندوات، أبان القحطاني أن اللجنة عملت نشاطاً ثقافياً مصاحباً غير المحاور الرئيسة المعلنة، مضيفاً: طرحنا محاور الرواية، القصة القصيرة، والشعر النبطي، وبإمكان أي شخص أو أي مواطن المشاركة في أي محور مطروح للنقاش. وأشار القحطاني إلى أن صدى المهرجان انتشر في عموم الدول الخليجية والعربية منذ زمن بعيد، مشيراً إلى أنه يعد من أوائل المهرجانات الوطنية ذات القيمة، وترتكز عليها أنظار الجميع، وتفتخر المملكة بها. تراكم تجربة من جهته، أكد الكاتب والباحث الإسلامي محمد محفوظ، أن للأزمنة الثقافية الدور الأساسي في تعميم المعرفة على المستوى الاجتماعي والوطني، مبيناً أنه بعد تراكم التجربة لمهرجان الجنادرية، أصبح أحد المعالم الثقافية والفنية في المشهد الوطني، وعلى المستوى العربي. وقال: نتطلع أن يكون المهرجان هذا العام إضافة نوعية في مستوى البرامج الثقافية، كي يساهم في زيادة الرصيد المعرفي والثقافي على الصعيدين الوطني والعربي. وحول مشاركة أهالي المنطقة الشرقية في المهرجان، أبان أن مشاركتهم ستكون واضحة، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من أهالي المنطقة سيعملون في أرض المهرجان من خلال مشاركتهم في الفعاليات الثقافية والفنية والتراثية خلال أيام المهرجان. وعن تكريم الدكتورة ثريا عبيد، أكد محفوظ أن هذا التكريم يعكس مدى الاهتمام بوضع المرأة في المملكة، وأنه موضع حب وتقدير، مؤكداً أن اختيارها شخصية مكرمة في المهرجان، خطوة رائدة من أجل إعادة الدور الوطني الكامل للمرأة السعودية، مبيناً أن المأمول من مثل هذا التكريم أن يكون بوابة للاحتفاء بكل المنجزات النسوية في المملكة. مستقبل للسيدات بدورها، أشادت الكاتبة والإعلامية حليمة مظفر، بالاحتفاء لأول مرة، بامرأة في مهرجان الجنادرية منذ تأسيسه، وقالت: تعودنا في كل عام أن يتم تكريم أديب أو مفكر أو مثقف سعودي، بعيداً عن الأسماء النسائية، موضحة أن اختيار شخصية نسائية للتكريم في دورة هذا العام، يعد أمراً مفرحاً للمرأة السعودية، بحد ذاته، ويشير إلى أن المستقبل للسيدات السعوديات، ووقت حصولهن على كثير من أمانيهن وحقوقهن. ترفيه مفيد وأوضح الروائي يوسف المحيميد، أن المهرجان يسعى لتأدية أغراض كثيرة تعود بالنفع على المواطن، منها ما هو ثقافي ومعرفي، ومنها ما هو وطني، وتسعد كثير من الأسر بالذهاب إليه، كون الشعب السعودي يحتاج إلى أنواع عديدة من الترفيه المفيد وهذا يتمثل في الجنادرية. وقال: أتمنى أن يتطور إلى مجالات أكثر، عبر تضمين برنامجه عروضاً مسرحية وسينمائية، وعروضاً أخرى غير تقليدية، لإعطاء نكهة أخرى مغايرة للمهرجان، مؤكداً أن المعلومة الثقافية تصل بإتقان من خلال هذه الوسائل بعيداً عن المحاضرة التقليدية والتلقين، متمنياً أن يتنقل المهرجان لمدن المملكة الرئيسة، مشيراً إلى أن كثيراً من الأسر والمواطنين يتمنون الزيارة، لكن قد تمنعهم مشقة السفر. وعن تكريم عبيد، قال المحيميد: أنا مع تكريم المرأة السعودية التي تثبت نفسها بجدارة في كل وقت وحين، ومن لا يفرح بذلك أعتقد أن لديه مشكلة، وأي شخص عاقل يجب أن يشعر أن مثل هذا التكريم يعد تكريماً للشعب السعودي، مؤملاً أن تقدر المرأة دائماً، وأن تبعد عن العقول الضيقة التي تريد أن تعيد المرأة لنقطة الصفر.