أيام هياج أريتريا حدث أن إيران تسبح تحت مياه باب المندب لتطل من تحت أمواج الخليج، والسعودية تكشف أمس عن خلية تجسس إيرانية وست شبكات في اليمن، وآخريات في الخليج، كلها إيرانية. لكن (حرب ما بعد الحرب) في سوريا تصبح هي القاعدة التي تنطلق منها صواريخ الحرب الخرساء بين إيران والعالم العربي.. وحلقات التجسس هي بروق المطر. وحرب ما بعد الحرب تبدأ الآن، بعد أن أصبح واضحاً أن الأسد يذهب، وحرب ما بعد الأسد تنطلق، ولكن تبدو بعيدة تماماً عن إيران وتقع على الشاطئ الآخر من مخططاتها. الحرب تنطلق وسط فئات المعارضة. والقمة العربية تطلق السلاح للثوار لكن السلاح هذا (يسلم لمَنْ)؟ والمقاومة الفلسطينية، كان ما يكسر ظهرها هو أن الدول العربية تقتسم لحمها. وخمس دول عربية يصبح لكل منها فصيل فلسطيني، مهمته هي القتال ضد الفصائل الأخرى تحت جناح دول أخرى. ومشهورة جداً صرخة بعض الفصائل في الستينيات (الطريق إلى القدس يمر عبر عاصمة كذا وكذا) ومع الزمان أن العواصم هذه تبقى، ولا الفصائل هذه بقيت، ولا القدس عادت!!! والداء هذا الذي يقتل المقاومة الفلسطينية يضرب الآن المقاومة السورية، وما يجعل نسمة تتسلل إلى الرئة، هو أن المعركة بين الدول العربية لا وجود لها الآن، وأن مَنْ يقود فصائل المعارضة السورية، هو أصابع روسية من هنا، وأصابع أوروبية من هناك، ويبقى أن السلاح الوحيد الذي تقدمه الجامعة العربية، هو تطعيم المعارضة السورية ضد الداء الذي قتل المقاومة الفلسطينية.