اختصرت جلسات التراث بمهرجان الساحل الشرقي في الواجهة البحرية بالدمام، سنوات طويلة من الزمن بإعادة إحياء الدمام وتاروت ودارين القديمة ومظاهر حياة الناس فيها إلى ما قبل مائة عام، وإتاحة الفرصة للأبناء للتعرف عن قرب على حياة الآباء والأجداد في الماضي قبل ظهور النفط، سواء في المعيشة أو البيع والشراء. وعايش الزوار من خلال فعاليات المهرجان نسخة طبق الأصل من أشهر الحارات آنذاك، بما فيها المركاز والجلسات القديمة، والبيوت ذات الأبواب والنوافذ الخشبية والفوانيس المعلقة على جدرانها، والأزقة الحافلة بالأسواق والدكاكين، التي تبيع للمارة أصنافاً من الأكلات الشعبية والزخارف والمنسوجات وأعمال الخزف والملابس الشعبية، وإذا أحس الزائر بالتعب ويريد أخذ قسط من الراحة فهناك مقاعد من الخشب ليجلس عليها ويتذكر نسمات الزمن الجميل، من خلال مأكولات ومشروبات كالبليلة والتوت والقهوة والشاي. ونسج المهرجان لوحات من الموروث التراثي الشرقاوي سبيلاً لتجسيد ملامح تلك الحقبة الزمنية التي سبقت زمن النفط، واكتمل المشهد التراثي القديم بعرض سيارات يزيد عمرها على المائة عام تمثل موديلات من عام 1930- 1982م أعيدت صيانتها لتقدم بنكهة مختلفة. وجذب المهرجان عدداً من الوفود القادمة من الولاياتالمتحدة من مهندسي طيران برفقة أصدقاء لهم. وأبدى المهندس «ستيف فيثس» من ولاية فلوريدا إعجابه بالمهرجان مبيناً أنه دائم التردد على المملكة لطبيعة عمله في مجال الطيران. وقال المهندس «بوب»، من ولاية كنتاكي، جميل أن تقام فعاليات بهذا المستوى، حيث مزجت بين المتعة والجاذبية، خاصة ما تضمنه المهرجان من أهازيج شعبية تجسد تراث المنطقة، واستحسن اهتمام المهرجان بالحرف اليدوية والصناعات القديمة والتي تعرفنا عليها نحن كزوار للمهرجان. من جهته، بيّن المشرف العام على المهرجان مانع المانع، أن الهدف من المقهى التراثي إعطاء انطباع إيجابي عن الموروث القديم في المنطقة وعن أحياء الشرقية القديمة لإيصال القديم بالحديث بين الآباء والأبناء. وأشار إلى أنه تم جمع عدد كبير من المقتنيات القديمة، من خلال العمل مع فنانين مختصين لإعطاء الجمهور نبذة جميلة عن الماضي القديم ببيوته وأزقته وحلوياته وألعابه في البيت الشرقاوي. وبين المانع أن تعليم الصغار في «الكُتّاب» يُعد من الفعاليات التي اجتذبت عدداً كبيراً من الزائرين، لافتاً إلى أنهم وفروا المعلم «سالم» يدرس للطلبة الصغار على غرار الطريقة البدائية القديمة في حفظ القرآن. وفي السياق نفسه، أكد رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية الدكتور سلطان السبيعي، أن هناك توجهاً لتمديد الفعاليات خلال أيام العطل والصيف المقبل، وعد ذلك من الأولويات التي سيدرسها المجلس مع الشركاء خلال الاجتماعات المقبلة. وبيّن أن الإحصاءات التي يقدمها فرع الهيئة تتجاوز 40 ألف زائر يومياً، إلا أن الإحصاءات الدقيقة ستقدم من مركز الإحصاءات في الهيئة العامة للسياحة والآثار «ماس». وعن بناء «المارينا» على السواحل في الدمام والخبر أوضح أنها تحت الدراسة مع الشركاء مشيراً إلى أن الجهات ذات العلاقة تدرس إيجاد آلية للمحافظة على السفن القديمة وإعادة إحيائها وستقدم لأمير المنطقة رئيس مجلس التنمية السياحة، متمنياً استمرار المهرجان في الوقت ذاته بعد إعطائنا الضوء الأخضر من أمير المنطقة. سيدات أجنبيات شاركن في المهرجان سيدة تخيط الملابس الشعبية القديمة (تصوير: حمد المهنا)