وصف مواطنون من سكان شارع «الكاف» في حي أشبيلية بالرياض معاناتهم بالكبيرة والطويلة، بسبب تعثر وتأخر مشروع سفلتة الشارع، الذي بدأ العمل فيه قبل أكثر من أربعة أشهر ولم ينته حتى الآن، وتحول الشارع مع هذا الإهمال والتسيب إلى «شارع الغبار» لكثرة ما ينتج عنه من غبار وأتربة تحجب الرؤية، وتسبب الأمراض، وتزعج السكان والمارة والضيوف. مشروع أزمة وقال المواطن صالح الحربي: مع شديد الأسف فقد تحول مشروع السفلتة إلى مشروع «أزمة» واستغرق العمل فيه حتى الآن قرابة الخمسة أشهر، ولم ينته بعد، مشيراً إلى أن هذا الوضع يتواصل منذ شهر ذي القعدة 1433ه وإلى الآن لم يتم وضع الإسفلت، وجميع سكان هذا الشارع يعانون من الأتربة والغبار المتطاير من السيارات التي تمر بالشارع أو حتى أثناء هبوب الرياح، وقال: أصبحنا لا نستنشق سوى الغبار بشكل يومي، كما أننا نعاني كثيراً أثناء فترة سقوط الأمطار حيث يصبح الشارع مستنقعا من الطين، مناشداً الجهات المعنية اتخاذ خطوة عاجلة لوضع حد لهذه المعاناة اليومية، والمبادرة لإعادة سفلتته في أسرع وقت. الأزمة طالت يضيف مواطن آخر علي القحطاني: «أقطن الحي منذ ستة أشهر حيث يعتبر الحي جديداً، وقبل أربعة أشهر تم إزالة إسفلت الشارع من أجل إعادته كما أبلغنا بذلك من قبل المقاول، من أجل تمديد تيار الكهرباء، رغم أن التيار موجود سابقاً، ومنذ أربعة أشهر -حيث أبلغنا بذلك- بقينا على هذه الحال دون أي تجديد إلى الآن، ويضيف: أصبحنا نبتلع الوعود بشكل يومي، وتمر الأسابيع والأشهر والشارع لايتغير بل يزداد سوءاً. ربو وحساسية أضاف القحطاني: لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تطور لحد انتشار أمراض الربو والحساسية التي وجدت بيئة مناسبة وحاضناً لها، فلا يستطيع أي إنسان تحمل كمية الغبار الهائلة التي تأتي من الشارع إلى وسط المنازل. وقال: باعتباري ساكناً جديداً قمت بتأثيث منزلي، وليتني لم أفعل إذ إن الغبار أتى على الأثاث، وقام بإتلاف أجزاء كبيرة منه، فوصلت خسارتي إلى نحو 70 ألف ريال. لكن القحطاني زاد من خشيته حين لمح إلى خوفه من سقوط ضحايا من الأطفال حال خروجهم للشارع وسط موجات الغبار المتتالية، ما قد يعرضهم لحادث سير نتيجة انعدام الرؤية. وكذلك تكدس مهملات المنازل التي تجلب رائحتها المرض، والسبب عدم دخول حافلات النظافة إلى الشارع إلى أن تتم سفلتته. لا حياة لمن تنادي ويقول محمد الشمراني الذي ابتاع منزلاً جديداً في هذا الحي: بعد تفاقم المشكلة توجهنا بالشكوى للبلدية التي نراها الواجهة الرئيسية لمثل هذه التعثرات، وهي بدورها تلقي باللائمة على شركة الكهرباء والماء، فيما المقاول يكتفي بإعطائنا الوعود بتسليم الشارع للبلدية، ويضيع سكان هذا الشارع بين وعود المقاول وتملص البلدية من مسؤوليتها، ويبقون هم الضحية الوحيدة. اشتقنا للنظافة ويضيف: في ظل تحول الشارع إلى كتلة طينية كلما هطلت الأمطار ظلت سيارات النظافة بعيدة عن هذا الشارع، ما أدى لانتشار القذارة وغياب النظافة، التي اشتقنا إليها كثيرا، ففي السابق مثلا كنا نغسل سياراتنا ومداخل بيوتنا كل أسبوع على الأكثر، وكانت تحافظ على نظافتها طيلة تلك الفترة تقريبا، لكن في الوضع الراهن تخلينا عن غسل سياراتنا ومداخل بيوتنا، منذ أربعة أشهر! إذ لا فائدة من غسيل المنزل والسيارة. إحراج مع الضيوف والزوار ويضيف مواطن آخر إبراهيم الرويغ مشكلة أخرى يوجزها في استقبال الضيوف، قائلاً: نتعرض للإحراج كلما قدم إلينا زائر أو ضيف، ما أدى للتخوف من دعوة أحد من الأصدقاء أو الأقارب للمنزل. وقال الرويغ: اضطر سكان الشارع لاستخدام حلول مؤقتة للذهاب يومياً للمسجد من خلال رش الطريق بالمياه بين فترة وأخرى للحد من الغبار، مستدركاً إن هذا الحل يقودنا في كثير من الأحيان لمشكلة أخرى هي تجمع المياه ومستنقعات الطين، ما يصعب المشي والذهاب بالسيارة. البلدية: لا تعليق من جهته امتنع رئيس بلدية حي الروضة المهندس خالد السيار وهي البلدية المسؤولة عن شارع «الكاف» عن التعليق على ما ذكره سكان الشارع. مكتفياً بالقول: لا تعليق، ليس من صلاحياتي الإجابة على أسئلتكم، المسؤول عن ذلك وكيل أمين الرياض للتعميد والمشاريع المهندس محمد الضبعان.. وعندما اتصلنا بالمهندس الضبعان لم يرد على اتصالاتنا رغم تكررها حتى تاريخ النشر. * يقع شارع الكاف في حي أشبيلية شرق العاصمة الرياض. * عرض الشارع 25م. * عدد المنازل المتضررة من الغبار الشديد أكثر من 59 منزلا إضافة لعدد كبير من الشقق. بقايا من المياه على الشارع