تحول شارع بطول 150 متراً، وعرض ستة أمتار، إلى «لغز»، يسعى إلى حله كل من صاحبي المنزلين المطلين عليه، وبلدية محافظة القطيف، وقسمي المشاريع والأراضي في البلدية ذاتها. وعلى رغم مرور 20 عاماً على بناء أحد المنزلين، إلا أن «هوية الطريق» لم تتضح بعد، في انتظار الحصول على رأي «جازم» من قسم الأراضي، ليحدد الهوية النهائية للطريق، وإحالة «الرأي» إلى قسم المشاريع، الذي بدوره يطلع إدارة البلدية، وأخيراً، صاحبي المنزلين بالقرار النهائي، إما ب«سفلتة الشارع، أو تركه كما هو». ويقع المنزل في الشويكة في القطيف، على شارع يطلق عليه «الكويكب»، بحسب ممدوح المادح، الذي قال: «منزلنا أول منزل بُني في هذا الحي، ولم تكن الشوارع مسفلتة حينها، وبعد أن بنيت المنازل تباعاً؛ قامت البلدية بسفلتة الحي، والغريب أنها نسيت الشارع الذي يطل عليه منزلنا، أو أنها لم تره طوال ال20 عاماً الماضية». ودأب والد ممدوح وجاره على مراجعة البلدية، شارحين إلى المسؤولين «قضية الشارع غير المسفلت». ولكن «في كل مرة نذهب فيها إلى البلدية يتم تحويلنا من مسؤول إلى آخر، وكتبنا لهم خطابات، إلا أنه لم نجد أي تطور في الشارع». وقال المادح «في الشهر الماضي، وعدنا رئيس البلدية بمعالجة الموضوع، ولكن لم نر شيئاً، ولا نعرف السبب وراء عدم المعالجة، ولم نتلق أي اتصال يفيدنا بوضع الشارع». وتتنوع معاناة ساكني المنزلين بحسب فصول السنة، إذ «يتطاير الغبار إلى داخل المنزل صيفاً، وبخاصة مع مرور السيارات عليه، وفي حال هطول المطر، فإنه يتحول إلى منطقة طينية، وفي كلتا الحالتين ننشغل بالتنظيف داخل المنزل، إضافة إلى سيارتنا». وانسحب عدم سفلتة الشارع إلى حرمانه من الإنارة كغيره من الطرق الملتصقة به على جانبيه. وذكر المادح أن «البلدية حين صرحت لنا بالبناء اقتطعت أمتاراً من الأرض من أجل الطريق». وتساءل «مضت 20 عاماً ونحن ننتظر السفلتة، فهل سننتظر زيادة على ذلك من أجل 150 متراً». بدوره، اعتبر مسؤول العلاقات العامة في بلدية القطيف جعفر المسكين، أن «المشكلة لا تكمن في سفلتة الطريق، إذ يمكن عمل ذلك بسرعة، إلا أن المشكلة تكمن في عدم وضوح ملكية الأرض، هل هي شارع أو أرض خاصة»، موضحاً أن «قسمي المشاريع والأراضي في البلدية، يدرسان الموضوع، لتحديد هوية الشارع»، مرجحاً أن المانع وراء السفلتة يعود إلى «عدم معرفة ملكية الشارع بعد». وذكر أن «البلدية تعمل على درس الشارع وملكيته»، مؤكداً «في حال معرفة وضع الشارع وملكيته، بعد العودة إلى المخطط، ستتم سفلتته في أسرع وقت، وبخاصة أنها مجرد 150 متراً، إلا في حال وجود مشكلة تتعلق بالملكية»، مشيراً إلى أننا سفلتنا أحد الشوارع قبل فترة، و«فوجئنا بإزالة الإسفلت من جانب مالك الأرض، ولا نريد تكرار الأمر في مكان آخر». وأشار إلى أن «تصريح البناء، الذي حصل عليه صاحبا المنزلين راجع إلى كونهما يملكان صك ملكية».