استخدم الصيادون المشاركون في مهرجان الساحل الشرقي المُقام في متنزه الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالواجهة البحرية بالدمام، أجهزة ال (جي بي أس) لتحديد مواقع القراقير، التي يصطادون من خلالها الأسماك، مظهرين مهاراتهم التي تعلموها في سنوات الصيد القديمة مع استخدام التقنية الحديثة، في مشاهد حية، وذلك من خلال إلقاء العشرات من (القراقير) في البحر، ثم العودة إليها مرة أخرى، بعد تحديد مواقعها بأجهزة ال(الجي بي أس)، ثم يستخرجونها وهي محملة بكميات وافرة من الأسماك. وأوضح الصياد أبو خليفة، أن علاقة الصياد بالقرقور علاقة صداقة على الرغم من مرور مئات السنين على صناعة القرقور، ومازال الصيد بالقرقور محافظاً على مكانته بعد مرور مئات السنين، على الرغم من التطورات المتتالية على آلات صيد الأسماك. من ناحيته أشار صانع القراقير أحمد الدحيم، الذي يعمل في المهنة منذ أكثر من 35 عاماً، أن للقراقير أحجاماً مختلفة، منها (الباع، والباعان والنصف، والثلاث باعات)، وهو يصنع من الأسلاك الفولاذية. وأضاف أن القراقير تستخدم في صيد الأسماك فقط، وأسعارها تتراوح بين 50و160 و300 ريال، لافتاً إلى أن الصيد بالقراقير يتم عن طريق إنزالها في قاع البحر، حيث يقوم الصياد بإلقاء 300 قرقور كحد أقصى، وتظل القراقير في قاع البحر لمدة ثلاثة أيام وبعدها يعود الصياد إليها، أما عن كيفية الوصول إلى موقعها، فبيّن أنه في السابق يستطيع الصياد التوصل إليها عن طريق الخيوط، إلا أن اللصوص أصبحوا يتوصلون إليها ويسرقونها، أما الآن فالصيادون يستخدمون تقنية ال (جي بي أس) لتحديد مواقعها حفاظاً عليها من اللصوص، مشيراً إلى أن وزارة الزراعة توافق على استخدام القراقير في الصيد على مدار العام بسبب مساحة فتحاتها الكبيرة. من جانبه أكد مدير المهرجان مانع المانع، أن فعاليات اليوم الرابع شهدت حضوراً تجاوز ثمانين ألف زائر وزائرة، اطلعوا على أكثر من ثلاثين جناحاً، تنوعت ما بين دكاكين الحرف اليدوية والأكلات الشعبية والصناعات والمراسم والمقاهي الشعبية. إلى ذلك تشارك جمعية الثقافة والفنون بالدمام في المهرجان من خلال مرسم فني لعرض بعض الأعمال الفنية المتعلقة بالبحر والغوص. وبيَّن عضو لجنة التشكيل والخط بالجمعية محمد المصلي، أن الجمعية تشارك بثلاث فعاليات هي: معرض تشكيلي يقام على مدى أيام المهرجان، والرسم أمام الجمهور ويقدمها ثلاثة فنانين، وقسم خاص لرسوم الأطفال، لافتاً إلى أن الجمعية تقدم كثيراً من الاستشارات للزوار من بينها كيفية صقل مواهب الأطفال، مؤكداً أن أكثر من عشرة آلاف زائر يومياً يزورون جناح الجمعية. طفل يلهو بلعبة خشبية في ساحة المهرجان أجواء غائمة ساهمت في جذب الزوار لمهرجان الساحل أمس (تصوير: حمد المهنا)