صنعاء – الشرق انسحاب أبرز قيادي إخواني من الحوار لنقص تمثيل الشباب. أنصار صالح يعدّون قائمة سوداء بأسماء معرقلي التسوية. دعا الحوثيون في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، الذي تتواصل جلسته الافتتاحية على مدار أسبوعين، إلى دعم حق تقرير المصير لمحافظة صعدة ومحافظات الجنوب. وقال رئيس فرع الحزب الاشتراكي في محافظة صعدة، محمد ضيف الله، إنه يجب تأييد «حق تقرير المصير» في محافظة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون وكذا المحافظات الجنوبية، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية المسائية الثانية لمؤتمر الحوار. وعدّ الدمار في صعدة أنه وقع نتيجة حروب النظام، وليس بسبب الحوثيين، الذين يوجدون هم وأنصارهم بكثافة في مؤتمر الحوار. في الإطار ذاته، طالب عضو مؤتمر الحوار وزير التجارة والصناعة، سعدالدين بن طالب، بحق أبناء الجنوب في تقرير المصير. وأعلن ابن طالب، الذي ينتمي إلى محافظة حضرموت الجنوبية، تأييده ما جاء في كلمة ممثل الحراك الجنوبي التي دعا فيها إلى منح الجنوبيين حق تقرير المصير. تاريخ من المشكلات بدوره، قال أمين عام مؤتمر الحوار، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، إن أعضاء المؤتمر هم مَنْ يملكون القرار باتخاذ أي آليات مناسبة للتعاطي مع هذه القضايا. وأضاف أن تاريخ اليمنيين مليء بالمشكلات والصراعات، لكن الجميع توّاقون إلى المستقبل. ولفت ابن مبارك إلى أن الجنوب قضية وليس أشخاصاً، ولا يمكن لأي شخص أن يحتكر أو يدّعي أنه الوحيد مَنْ يمثل قضية الجنوب، موضحاً أن ما حملته الكلمات والنقاشات والمداخلات التي أُلقِيَت في جلسات المؤتمر ابتداءً من جلسة الافتتاح أبلغ رد على كل مَنْ يقول إن المشاركين من الجنوب لا يمثلون الشارع الجنوبي. وقال «بالتأكيد هناك قوى أخرى تسهم في تمثيل الشارع الجنوبي، ومازال الباب مفتوحاً لمشاركتهم، لكن لا يمكن القبول في ذات الوقت بأي طرح يرى أن مَنْ يشاركون حالياً في المؤتمر من بقية قوى الحراك السلمي لا يعبرون عن الشارع الجنوبي». جهدٌ أممي من جهته، رأى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، أنه لا توجد وصفة جاهزة مسبقة أو أفكار لحل القضية الجنوبية، ودعا مؤتمر الحوار إلى التواصل مع جميع الفعاليات في الجنوب للانضمام إلى عملية الحوار. وفي حين أكد أن تواصله مازال مستمراً مع مكونات الحراك، أوضح قيادي بارز في الحراك الجنوبي في الداخل ل «الشرق» أنه ليس هناك أي تواصل مع جمال بن عمر بخصوص حوار صنعاء. وشدد القيادي في الحراك «مهما تواصل ابن عمر لن تنضم قوى الحراك لحوار صنعاء لأنه لا يعنيها مطلقاً». وفي سياق متصل، انسحب رئيس الهيئة العليا للإخوان المسلمين في اليمن والقيادي الأبرز في حركتهم، محمد اليدومي، من جلسات الحوار احتجاجاً على قلة تمثيل الشباب في المؤتمر على حد قوله لينضم إلى الشيخ حميد الأحمر، والناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة أبرز الشخصيات اليمنية التي تقاطع المؤتمر. قائمة سوداء غير أن قوى سياسية بارزة طلبت إدراج قيادات الإخوان المنسحبة من مؤتمر صنعاء في القائمة السوداء المعرقلة للحوار ورفع أسمائهم إلى مجلس الأمن لاستصدار عقوبات بحقهم. ويتبنى المؤتمر الشعبي العام، حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الدعوة لفرض عقوبات على المقاطعين للحوار. كما أعلنت الهيئة التنظيمية لأنصار الشرعية الدستورية، وهي كيان مناصر للرئيس السابق، عن قائمة سوداء بأسماء من سمّتهم معرقلي مؤتمر الحوار، ومعيقي جهود التسوية السياسية. وتصدرت قيادات تجمع الإصلاح، ذراع الإخوان السياسية والمشارك في الحكومة، القائمة السوداء بأسماء اليدومي، والأحمر، وكرمان إضافة إلى رئيس فرع الإصلاح في محافظة حضرموت البرلماني محسن باصرة. عشرة انسحابات وعلى صعيد الانسحابات أيضاً، كشف أمين عام مؤتمر الحوار، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أمس الأول انسحاب عشرة أعضاء، لم يبيِّن هويتهم، من المؤتمر لأسباب سياسية. وعلق الرئيس عبد ربه منصور هادي على انسحابهم بالقول إنه يتفهم مواقف مَنْ أعلنوا انسحابهم لأسباب سياسية، وتابع «هذا من حقهم وستظل أبواب المؤتمر مفتوحة لهم لينضموا إليه متى ما اقتنعوا، فالبلد سيظل بحاجة إليهم اليوم، وغداً، وبعد غدٍ».