شهد الحوار اليمني أمس تطورا مهما إذ أجرى مستشار الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر مع قيادات من الحراك الجنوبي المشاركين في الحوار الوطني والشخصيات الحزبية والسياسية والقبلية التي أعلنت تعليق عضويتها في مؤتمر الحوار بينهم الشيخ حميد الأحمرمشاورات مكوكية لإقناعهم بالاستمرار في الجلسات. وأوضح مصدر سياسي مطلع ل«عكاظ» أن اللقاء كرس لمناقشة وثيقة تتعلق بالقضية الجنوبية وآليات معالجتها، معترفا بوجود بعض العراقيل التي قال بأنها ستزول مع استمرار الحوار والنقاش، مبينا بأن القيادات الجنوبية اتفقت مبدئيا مع المبعوث الأممي على برنامج متكامل لمعالجة القضية الجنوبية. إلى ذلك، شهدت الفترة الثانية من الجلسة الأولى للحوار الوطني الذي انطلقت أولى جلساته في صنعاء حالة من التصعيد الخطابي. وأعلن رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح (أحد أحزاب اللقاء المشترك) محمد اليدومي تنازله عن عضويته لصالح شباب الثورة، قائلا في كلمته: «إن ما يحزنني ألا يمثل الشباب التمثيل اللائق في هذا الحوار» مؤكدا أن شباب الثورة هم من صنعوا التغيير، وهاجم اليدومي النظام السابق الذي اتهمه بقتل الشباب. من جانبه، توقع زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر نجاح مؤتمر الحوار الوطني قائلا في تصريحات ل«عكاظ»: «إذا كان هناك نفوس طيبة وصادقة وصافية وشفافة فإن الحوار سينجح». وقال «نحن نريد دولة مدنية وسننزع السلاح من بيوتنا وقبائلنا ونصبح مدنيين جميعا نتحرك بأمان وحرية كما نتحرك في أي دولة أخرى».وكان ممثل الحراك الجنوبي خالد بامدهف فجر مفاجأة كبيرة عند افتتاح الجلسات الأولى للحوار الوطني عندما طالب في كلمته بتقرير مصير الشعب الجنوبي واستعادة الدولة بناء على قرارات الأممالمتحدة التي صدرت أثناء حرب صيف 1994م، مؤكدا أن الحوار هو بداية لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي. وأضاف أن «مشاركة الحراك في المؤتمر تأتي تلبية لدعوة الشرعية الدولية وتحت إشرافها وضمانها ومراقبتها والرعاة الإقليميين والدوليين» لافتا إلى أن الحرب بين الشمال والجنوب عام 1994م من بعد قيام الوحدة اليمنية أنهت الوحدة وقضت على مشروعها الوطني وحولت الجنوب إلى أرض مستباحة.