يعد الهجوم الوحشي بالأسلحة الكيميائية الخطيرة الذي شنه النظام السوري الغاشم أول أمس على الشعب الأعزل منعطفاً خطيراً لأوباما وإدارته الأمريكية، خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط. فتوقيت الهجوم كان بمثابة صاروخ إستراتيجي موجه في العمق للزعيم الأمريكي قبل زيارته لإسرائيل بساعات. والتساؤل الذي يطرح نفسه الآن هو: هل تجاوز نظام الأسد الخطوط الحمراء دون اكتراث بأي تدخل دولي خارجي؟ وبصورة أخرى هل حان الوقت للتدخل الأمريكي الفوري والعاجل لإنهاء الأزمة؟ وصرح مصور صحفي بوكالة «رويترز» العالمية بأن 26 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم على أطراف مدينة حلب السورية، جراء إطلاق قوات النظام السوري الغازات الكيميائية السامة، فضلاً عن حالات الاختناق في الشوارع، التي فاحت بالرائحة الكريهة لغاز الكلور السام». وأشار تقرير صحيفة «التايمز» البريطانية إلى أن ثمانين شخصاً من أصل 120 جريحاً ومصاباً في حالة خطيرة، حيث ظهرت أعراض التسمم والتشنجات العصبية وفقدان الوعي على الضحايا. وهذه المجزرة العمياء لم تفرق بين الصغير والكبير ولا القوي ولا الضعيف. وآلة الحرب تدور رحاها بقوة يوماً بعد آخر. واشتدت حمأة المعركة، ودخلت في منعطف خطير قد يضر بالمنطقة بأسرها، وستضع الأيام القليلة المقبلة الرئيس أوباما والإدارة الأمريكية على المحك. وتترقب الأوساط السياسية الموقف الأمريكي إزاء هذا المعترك الخطير الذي قد يتمخض عن حرب عالمية ثالثة، قد تقلب العالم رأساً على عقب، فلا أحد بمأمن من أسلحة الدمار الشامل الفتاكة التي تتحكم فيها الدول العظمى وحلفاؤها. فهل تنتقل عدوى المناطق الساخنة الملتهبة في الشرق الأوسط إلى ساحة السياسة الأوربية؟ هذا ما ستسفر عنه الأيام قريباً بعد أن تعلن إيران وحليفها حزب الله موقفهما عند وصول الأزمة إلى ساعة الصفر.