ينفطر القلب كمداً وهو يشاهد (ظافر) يعتذر لابنه بقوله: «عبدالله، حبيبي، أنا، والله، حاولت، وعملت المستحيل، وطلبت علاجك خارج المملكة، وناشدت المسؤولين، فاعذرني، وأنا آسف، علاجك في يد رب العالمين». جاءت تلك الكلمات عبر «يوتيوب» في مقطع «فيديو»، نشرت خبره «الشرق»، يظهر فيه هذا الأب المكلوم، الذي يموت حسرة على فلذة كبده، يعتصر، ألماً، مع كل حرف يلفظه، في مشهد محزن، شاهده آلاف البشر، وهو يقدم اعتذاره لابنه، بعد أن فشلت جهوده في إقناع المسؤولين في وزارة الصحة بعلاج ابنه في الخارج، وعجزه عن توفير مصاريف العلاج لابنه على حسابه الخاص. لم يكن المشهد، وحده، المُؤثّر، بل ما خلف المشهد، من فقدان (ظافر) ل(أطياف ومزون وثريا ومحمد) الذين فقدهم قبل (عبدالله)، وبذات المرض، وكأنه، هنا، يودع (عبدالله)، ليلحق بإخوته. آهٍ، ما أقسى هذا الزمن عليك أخي ظافر! لكن، أنت، إن شاء الله، ظافرٌ، بحق، إنْ صبرت، واحتسبت. (ظافر)، وأنا أُشاهدك، وأنت تتقطّع روحاً وجسداً على (عبدالله)، تذكرت أنّ الله، سبحانه وتعالى، لا ينسى أحداً من عباده، وتذكرت أنه، سبحانه، قد قيّض، لهذا الوطن، أباً حنوناً، وَسِع، بعطفه وشفقته، كل أبناء شعبه. (ظافر)، هذا ليس ابنك وحدك، إنه «ابن» عبدالله بن عبدالعزيز قبل أن يكون ابنك، ولن يكون عن مساعدته ببعيد!