حذَّر عضو هيئة كبار العلماء، فضيلة الشيخ الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان، من التفكير في إزالة موقع مكتبة مكةالمكرمة الحالي، واصفا إياه ب «المكان التاريخي». وأوضح أبوسليمان أنَّ هذا الموقع هو «مكان ولادة النبي صلى الله عليه وسلم» يقيناً، مضيفاً أنَّه «مكانٌ تاريخيٌّ مهم جداً لتاريخ الأمة الاسلامية ينبغي المحافظة عليه، فقد ثبت بالقرائن الثابتة والنقل المتواتر الصحيح أنَّه مكان ولادة سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم»، محذراً من إزالة هذا المكان، ومعتبراً أنَّ إزالته «إزالة لأعظم شواهد التاريخ الإسلامي، وجرح لمشاعر المسلمين قاطبة، وإثارة بلبلة فكرية بين جموع المسلمين». واعتبر أبوسليمان، خلال حديثه مساء أمس الأول في أمسية تكريمه في إثنينية عبدالمقصود خوجة في جدة، أنَّ هذا المكان أصبح معلماً حضارياً وثقافياً من معالم هذه البلاد الطاهرة. وخلال الأمسية قدَّم المحتفى به مجموعة من القرائن والبحوث العلمية، التي تشير إلى أنَّ مكان المكتبة الحالي هو مكان ولادة النبي الكريم حسب المقاييس والمعايير العلمية في العصر الحاضر، معتبراً أنَّه «من العار أن تجهل الأمة مكانَ ولادة رسولها الأعظم الذي أخرج الله به الأمة من الظلمات إلى النور، أو تشكك به بعد هذه القرون الطويلة». وفي عرضه لتاريخ المكتبة، قدم أبوسليمان عدداً من المقترحات التي تخص تطوير المكتبة، مطالباً بعديد من الخطوات التي تضمن المحافظة على هذا الأثر التاريخي احتراماً لمقام النبوة، والمحافظة عليه كذلك من بعض الممارسات الجاهلية التي يقوم بها بعض الحُجَّاج مما تنبذُه العقيدة الإسلامية. ومن أبرز الخطوات التي اقترحها المحاضر في هذا السياق، «إعادة بناء المكتبة بشكل يحقق كافة الرغبات الشرعية والعلمية، والتوسع في مساحة المكتبة، تطويرها هندسياً وإدارياً وفنياً، وإيجاد قاعة خاصة بالسيدات». واختتم أبوسليمان حديثه بالقول إنَّ إعطاء مكتبة مكة وضعها الصحيح، من شأنه أن يحقق أهداف المسلمين جميعاً، وفي مقدمتهم مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز رحمه الله. وتضمن حفل تكريم «أبوسليمان» كلمة لمؤسس الإثنينية عبدالمقصود خوجة، قال فيها إنَّ المحتفى به عرف بتفانيه في خدمة التراث الإسلامي، وعلى رأسه كل ما يتعلق بمكةالمكرمة، مشيراً إلى تأليفه كتاب «مكتبة مكةالمكرمة قديماً وحديثاً»، الذي جمع بين دفتيه أهمَّ ما جاء حول موقع مكتبة مكةالمكرمة. ليقول بعد ذلك إن تحويل هذه المكتبة الضخمة إلى «مكتبة إلكترونية» بات أمراً ملحاً، وأنَّ هذه المكتبة يجب أن تكون هي مشكاة المعرفة، وينبغي أن تحتذي بها مكتبات العالم الإسلامي، لما لها من مكانة سامية، وحضور فاعل في المشهد العلمي والثقافي.