حذّر عضو هيئة كبار العلماء ومجمع الفقه الإسلامي الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان من إزالة مكتبة مكةالمكرمة. وقال: «إن إزالة المكتبة هو في الواقع إزالة لأعظم شواهد التاريخ الإسلامي وجرح لمشاعر المسلمين قاطبة، إذ تأكد لنا وبما لا يدع مجالاً للشك أن مكان المكتبة الآن هو مكان ولادة الرسول محمد عليه السلام، وستكون عواقب إزالته سيئة وسبة تاريخية تتناقلها الأجيال». وأضاف: «إن الآمال معقودة في الله عز وجل ثم في غيرة وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والرغبة الحقيقية في الحفاظ على تراث الأمة وصيانته من الضياع، وتخليداً لمآثر مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز رحمه الله في تقديره ومحافظته على مكتسبات الأمة». وبين أبو سليمان «أن المكان الذي شيدت عليه مكتبة مكةالمكرمة هو المكان نفسه الذي وُلد فيه الرسول محمد عليه السلام، ثم شاء الله أن يكون هذا المقام خزانة للمعارف الإسلامية ورمزاً مباركاً يحكي البداية المباركة للأمة الإسلامية، وهو بمحتواه المعرفي الحاضر سجل صادق لحضارة هذه الأمة متدرجة عبر القرون في بناء العلوم والمعارف، وعلى تراب هذا المكان الطاهر يتعانق المجد والتاريخ ويتآخى الجهاد والفكر في تاريخ طويل على مدى 14 قرناً». وتحدث أبو سليمان، في ليلة تكريمه في «إثنينية عبدالمقصود خوجة» في جدة مساء الإثنين الماضي، عن أهمية تطوير مكتبة مكةالمكرمة . وقال: «لقد عشت تجربة في هذه المكتبة مستفيداً ومراقباً لما يدور بداخلها أكثر من عقدين، وخرجت ببعض الأفكار من أجل أن تؤدي هذه المكتبة رسالتها كاملة ويكوّن العلماء والمفكرون في الداخل والخارج الانطباع الصحيح حضارياً وثقافياً عن المملكة وإشباعاً لتطلعات الزائرين»، مقترحاً تأهيل بناء المكتبة بشكل يحقق الرغبات الشرعية والعلمية كافة، والاحتفاظ بمكانتها التاريخية وأن يخصص مركز للبحوث والدراسات المتخصصة في السيرة النبوية، وأن تستقبل المهم من مكتبات العلماء وطلاب العلم»، مشيراً إلى أن «يكون هذا المكان منبراً عالمياً وإسلامياً لتبدو أنها مكتبة ذات قيمة علمية وعالمية». وشكر أبو سليمان راعي الإثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة على جهوده الكبيرة في تكريم العلماء والمفكرين وبذل كل ما يخدم ثقافة وتراث هذه البلاد».