قالت الناشطة السياسية المصرية، ميرفت موسى، ل «الشرق» إنَّ شباب الإخوان المسلمين الذين اعتدوا عليها بالضرب أمس الأول أمام مكتب إرشاد الجماعة قالوا لها وللمتظاهرين «اذهبوا إلى ميدان التحرير وافعلوا ما شئتم، فلا يوجد حرية رأي أو تعبير هنا». واتهمت موسى، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، الإخوان بالهجوم على المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد بالعصِيِّ والأسلحة البيضاء، وأضافت «لم يفرِّقوا بين رجل وامرأة، وانهالوا علينا بوحشية لا علاقة لها بالدين، هم ميليشيات حقيقية». وأوضحت أنَّهَا توجَّهت إلى مكتب الإرشاد مع عددٍ من النشطاء والصحفيين لمتابعة فعالية رسم «جرافيتي» بجوار مقر المكتب يندِّد بسياسات الإخوان. وكانت واقعة اعتداء شاب إخواني على ميرفت موسى أثارت غضباً بالغاً في الأوساط السياسية والصحفية المصرية، خصوصاً أنَّ صحفيين – كانوا موجودين أمام مقر الجماعة لتغطية زيارة القيادي في حماس خالد مشعل لمرشد الإخوان محمد بديع- أكَّدوا تعرضهم للضرب على يد شباب الجماعة. بدورها، أفادت ميادة مصطفى، التي تسكن في منطقة المقطم بجوار مكتب الإرشاد، بأنَّهَا شاهدت الإخوان وهم يعتدون على رسَّامي ال «جرافيتي»، وتابعت «حاولت الابتعاد فإذا بشباب الإخوان يعتدون على سيارتي ويحطمونها، كما حذروني من المجيء هنا مجدداً، فتوجَّهْتُ إلى قسم شرطة المقطم لتحرير محضر ضدهم». أمَّا الناشط أحمد دومة، الذي تعرَّض للضرب أيضاً، فتعهد بألا يصمتَ النشطاءُ على اعتداءات ميليشيات الإخوان، وقال «هاجمونا بالجنازير والأسلحة البيضاء ونحن نرسم الجرافيتي ونندد بحكمهم، وحتى الصحفيين لم يسلموا من اعتداءاتهم، ومنهم سمير ومروة عبدالعزيز من قناة سكاي نيوز، ومحمد نبيل المصور في صحيفة الوطن الذي كُسِرَت قدمه». وأوضح دومة ل «الشرق» أنَّ الإخوان خاطبوا المتظاهرين قائلين «اللي مش هيمشي من هنا هنضربه بالجزمة ونقطع راسه»، مرجعاً سوء تعامل الإخوان مع الإعلام إلى ما سمَّاه «كشفه لحقيقة ميليشياتهم». من جانبه، بيَّن نقيب الصحفيين الجديد، ضياء رشوان، أنَّ النقابة فُوجئت باعتداءات الإخوان على الصحفيين، واعتبر أنَّ هذا لم يحدث في عصر الرئيس السابق حسني مبارك، متسائلاً «كيف يحدث بعد الثورة؟ هذا ضد حرية التعبير وضد الإنسانية». ورفض رشوان، في تصريحٍ ل «الشرق»، القبولَ بمثل هذه الأفعال التي وصفها بالمُشينة وطلب من مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان الاعتذار الرسمي عنها. وأكمل «أقول لهم: نحن لا نخاف أحد، وإن كانوا يعتقدون أنَّهم سيرهبوننا فنحن لا نخافهم، وأرواحُنا كصحفيين ستكون ثمناً لإظهار الحقيقة للشعب المصري وليس تضليله». في المقابل، أوضح الناطق باسم الإخوان، الدكتور أحمد عارف، أنَّ الجماعة تدرس حالياً ترضية الصحفيين والإعلاميين الذين تمَّ الاعتداء عليهم عن طريق الخطأ. وشدَّدَ على ما سمَّاه حق الإخوان في الدفاع عن مقراتهم، وطالب الشرطة بحمايتها باعتبارها ملكية خاصة. وعن مسيرة أمس الأول، قال «المشاركون فيها قاموا بسبِّنا بألفاظ نابية، واستفزُّوا شباب الإخوان وحراسة المقر ما أدَّى إلى وقوع الاشتباكات»، ووصف ما حدث ب «انحراف أخلاقي من المتظاهرين»، مؤكداً أنهم أحرقوا سيارة شرطة أمام مقر الجماعة. وتساءل «كيف نصمتُ على سبِّ المرشد العام للجماعة بهذه الطريقة، ورأى أنَّ تغطية وسائل الإعلام للحدث حولت «المجرمين إلى ضحايا».