بيّن رئيس الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم الدكتور ناصر الصانع، ل«الشرق»، توفر خدمة علاجية في المملكة بتقنية تقوم بفحص البويضة الملقحة جينياً للتأكد من عدم إصابتها بسرطان القولون الوراثي قبل أن توضع في رحم الأم لمنع انتقاله إلى الأبناء، موضحاً أن آخر ما توصل له الطب في جراحة القولون والمستقيم هو العلاج بالمنظار، والاتجاه الآن لعلاجه عن طريق الأذرع الآلية لمساعدة الجراح في العملية الجراحية. وأضاف أن الحاجة ماسّة لإنشاء مراكز متخصصة لأمراض القولون والمستقيم للرفع من الرعاية المخصصة للمرضى، مشيراً إلى أن في المملكة أربعة مراكز متخصصة في جراحة القولون والمستقيم، ونتائج العلاج فيها تقارب وتماثل العلاج المقدم في مراكز التميز في الدول المتقدمة، واستدرك أن بعض الخدمات المقدمة من المراكز الأخرى غير المتخصصة لا ترقى في أحيان كثيرة للمستوى المأمول. وأوضح أن أربعين متخصصاً في مجال أمراض القولون والمستقيم من خارج المملكة وداخلها يحاضرون في مؤتمر القولون والمستقيم الذي يمتد على مدى خمسة أيام في فندق الفورسيزون، وسيتم عرض نسب نجاح العلاج المقدم محلياً ومقارنتها مع المقابل لها عالمياً ليتمكن المجتمع الطبي من تقييم مستوى العلاج المقدم في المملكة على أسس علمية. وأضاف أنه يُعقد في السنة ما يقارب ستة مؤتمرات عن أمراض القولون والمستقيم بحجم أقل من هذا المؤتمر، وتصاحبها أيام توعوية ومواد تثقيفية توزع على الجمهور، مبيناً أن الجهد في هذا المجال مطلوب بصورة أكبر، والحاجة التي تواجه الجمعية تتطلب دعماً معنوياً ومادياً لا تملكه الجمعية في الوقت الحالي، حيث تعيش على الدعم من قطاعات المجتمع وبجهود تطوعية، متمنياً أن تكون هناك سياسة في المملكة لدعم الأنشطة التطوعية. ونوّه الدكتور الصانع إلى أنه سيُعقد يوم الأربعاء القادم يوم توعوي مفتوح للعامة في مقر انعقاد المؤتمر في فندق الفورسيزون، يتم فيه تثقيف الزائرين في مختلف جوانب أمراض القولون والمستقيم، وخاصة مرض سرطان القولون الوراثي، وبمساعدة وسائل إيضاحية من مجسم للقولون وفيلم كرتوني طريف وتعليمي وكتيبات باللغة العربية والإنجليزية، وسوف يقابل المتخصصون في مجال أمراض القولون والمستقيم الجميع للإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً. وكانت بدأت أمس فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لجراحة القولون والمستقيم الذي تنظمه الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم بالتعاون مع مؤسسة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وجامعة الملك سعود في فندق الفورسيزون في الرياض ويستمر خمسة أيام. وبيّن نائب المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور عثمان بن أحمد، في كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر، أن المستشفى قدم مقترحاً لتأسيس برنامج وطني للوقاية من سرطان القولون والمستقيم بالتعاون مع إدارة الصحة الوقائية في وزارة الصحة يجري بحثه حالياً، ويتمحور حول توفير فحوصات تشخيصية للرجال والنساء بعد سن الخامسة والأربعين لتمكين مؤسسات الرعاية الصحية من اكتشاف الحالات المصابة في وقت مبكر للمساعدة في السيطرة على المرض قبل انتشاره، مبيناً أن سرطان القولون والمستقيم قفز إلى المرتبة الأولى في قائمة السرطانات الأكثر شيوعاً لدى الرجال في المملكة، وفي المرتبة الثالثة في قائمة السرطانات الأكثر شيوعاً لدى النساء. وأكد الدكتور بن أحمد أن المستشفى التخصصي يعالج 300 حالة جديدة سنوياً لسرطان القولون والمستقيم، وهو ما يمثل نحو ثلث الحالات المسجلة في المملكة بهذا الداء. حاضرات في مؤتمر القولون المقام في الرياض وقد غلبهنَّ النوم (تصوير: رشيد الشارخ)