عبدالله علي المسيان الجهل أنواع كثيرة، ومن أنواع الجهل الذي نعاني منه الجهل الميكانيكي، يعني الجهل بالسيارات! فنحن لدينا جهل عميق بالسيارة من جهة تركيبها وعدد أجزائها وعمل كل جزء، فكل جزء في السيارة له عمل معين، فالماكينة مثلاً لها عمل، والراديتر له عمل، تماماً كجسم الإنسان فالمعدة لها عمل والأمعاء الغليظة لها عمل، وهكذا! ولدينا جهل بطريقة تصليح بعض الأشياء البسيطة في السيارة، وبمجرد وقوع أي عطل نذهب إلى الورش ولو كان العطل بنشر كفر! وبسبب هذا الجهل فإن سياراتنا لا تعيش عمرها الكامل، بل تموت في عمر الشباب! لأن كثيراً منا يشغّل السيارة ويمشي وربما دون تسخين ودون فتح الكبوت والتشييك على الراديتر والزيوت ولا فحص الكفرات وقياس مستوى الهواء، ودون الاهتمام بمقياس الحرارة هل هو طالع أم نازل؟ ولا حتى ملء المسّاحات بالماء، وحتى الكتالوج الموجود في طبلون السيارة الجديدة لا يقرأه ولا يعلم عنه، والاهتمام لديه يكون فقط في تعبئة مضخة السيارة بالبنزين، وأحياناً في تغيير الزيت، أما الأشياء الأخرى في السيارة فمصيرها الإهمال لأنه لا يعلم عنها شيئاً! مع أن كل قطعة في السيارة لها عمل ولها عمر افتراضي ولها علامات تبين كونها صالحة للاستعمال أم أنها بحاجة إلى عملية استئصال! فمثلاً الفحمات الأمامية لها عمل معين ولها عمر افتراضي قصير بعض الشي، وإذا بدأت تسمع صوتاً عند مسك الفرامل فالفحمات الأمامية في سيارتك بحاجة إلى تغيير وإلى خراط هوبات، أما الفحمات الخلفية فتعيش مدة طويلة! وهذا الجهل يجعل سياراتنا تذهب للورش كثيراً، كما أننا نخسر كثيراً من الفلوس، إضافة إلى أن سياراتنا تدخل مرحلة الهرم والشيخوخة مبكراً! وهناك أسباب كثيرة لهذا الجهل؛ منها سهولة الحصول على الرخصة، وسهولة اختبارات المرور، كما أن توفر الفلوس في أيدينا يجعلنا لا نهتم بالسيارة لأننا قادرون على شراء سيارة بديلة جديدة وآخر موديل في أي وقت، كما أن عدم وجود مقرر أو مادة في المدارس عن ميكانيكا السيارات وعن كل ما يتعلق بالسيارة وأنواع السيارات يجعلنا نستمر في هذا الجهل الميكانيكي!