اضطر عدد من مزارعي محافظة بيشة إلى اجتثاث جذوع النخيل الصالح للزراعة وتصديرها إلي أماكن تتوفر فيها المياه خارج المحافظة، للحفاظ على بقائها خشية أن يداهمها الجفاف كما فعل بغيرها. فيما رأى آخرون أن يتركوها على حالها لصعوبة بيعها، بعد ما أمضوا أعواماً عديدة من أعمارهم في سقيها وتحسين مظهرها، خصوصا كبار السن، ممن تربطهم علاقة متينة مع النخيل، وقضوا في رعايتها أجمل أوقاتهم وأصعبها. وأكد عدد من المزارعين أن عوامل الجفاف وقلة الأمطار وشح المياه في محافظة بيشة أدت إلي تقلص أعداد كبيرة من النخيل في المحافظة، وانقراض المحاصيل الزراعية، وأصبحت كالغابة الموحشة ومزارعها خاوية على عروشها، بعد أن تهاوت جذوع نخيلها. واستقطبت محافظة بيشة لعدة أعوام الكثير من السياح والزوار فترة قاربت العشر سنوات، لحضور مواسم جني ثمار النخيل. نظراً لوجود سد الملك فهد جنوب المحافظة، الذي يحفظ خلفه سبعة آلاف و600 كيلومتر مربع من محتوى السيول المتجمعة من الروافد والأودية، محولاً أوديته إلى منطقة سياحية، وكسا طبيعة الأرض جمالاً من الخضرة الزراعية التي شكلت متنزهات وأماكن لتجمع الزوار والمتنزهين. ولكن في الأعوام الخمسة الأخيرة حرصت وزارة المياه على الحفاظ على منسوب المياه في السد، ليستفيد منها المواطن في الاستخدام المنزلي والشخصي، بدلاً من الزراعة، نظراً لقلة المياه والجفاف الذي عم المحافظة، حيث بدأت أشجار النخيل تنحني وتتهاوى إلى الأرض بعد أن أصابها الجفاف، وتبدل حال المزارع من الخضرة والجمال إلى الجفاف الموحش. وقامت بإنشاء محطة لتنقية المياه تقوم بضخ المياه من السد إلى أهالي المحافظة والقرى المجاورة. ويخرج من المحطة يومياً “450 وايت” لتعبئة ما يقارب ستة آلاف من المنازل في محافظة بيشة.