هل يمكن لبضع دورات في حل المشكلات الزوجية أن تغير من سلوكيات الفرد قبل الزواج، أو تقلل من نسبة الطلاق المرتفعة في السعودية؟، سؤال تبادر لذهني وأنا أقرأ تصريحاً لوزير الشؤون الاجتماعية د. يوسف العثيمين بيَّن فيه أن مجلس الوزراء السعودي يدرس حالياً مشروعاً يمنع توقيع عقد النكاح للمقبلين على الزواج إلا بعد اجتياز دورة مخصصة في الحياة الزوجية ومشكلاتها. قبل المطالبة بالدورات للمقبلين على الزواج -خوفاً من نسب الطلاق المرتفعة في السعودية- علينا أن نعيد دورَيْ الأسرة والمؤسسة التعليمية «المدرسة والجامعة» المفقودين في عملية تأهيل الشباب والفتاة للزواج وكيفية العناية بشريك الحياة، فكثير من العائلات اهتمت بالماديات وتوفير الحياة المرفهة لأبنائها، وتجاهلت دورها الأساسي في التنشئة وإعدادهم للحياة، فبعض العائلات تركت مهمة تربية الأطفال للخادمة التي لا يكاد يخلو منزل سعودي منها، والمدارس تخلت عن دورها التربوي وركزت على تقديم المعلومات فقط ، فكيف نتأمل ونرجو أن تثمر تلك الدورات عن نتائج إيجابية على المقبلين على الزواج إذا كان الأساس ضعيفاً وهشاً، والفتاة والشاب لم يتم تأهيلهما منذ البداية للمراحل القادمة في حياتهما كالزواج وتربية الأبناء؟!