ناجي البقمي لفترات طويلة كنت أعتقد جازما أنه لا بد من التعقيد الروتيني حتى ولو كان الأمر لا يستحق كل ذلك عند مراجعة أي دائرة حكومية فأقل ما يقال راجعنا (بكرة ) أو بعد ساعات من الآن بعد استيفاء أوراق أو تصويرها، والحاجة لا تدعو إلى ذلك كله، فتخمرت في ذهني أنه عند مراجعتك لأي دائرة حكومية فإن يوما واحدا لا يكفي، لذلك يجب عليك أن تقيم في البلد الذي توجد فيه الدائرة الحكومية يوما أو بعض يوم إضافي. غير إن هذه النظرة بالنسبة لي قد تغيرت عندما راجعت فرع وزارة المالية بمحافظة الخرمة فوجدت الترحاب من مديرها الأستاذ يعقوب الهاجري ومن جميع الطاقم الذي يعمل معه، فقد رأيت فيهم الحرص على مساعدة المراجعين وتذليل الصعوبات التي قد تعترضهم، وما قول أحدهم إننا نعامل جميع المراجعين معاملة واحدة من عرفنا منهم ومن لم نعرف، فالجميع عندنا سواسية إضافة إلى ما يتمتعون به من خلق رفيع وأدب جم يجبر المراجع على احترامهم وتوقيرهم بالأقوال، هذا من باب الرعاية لهم فأنا لا أعرف أحدا منهم قبل مراجعتي لهم؛ لكن حبهم لعملهم وتذليل الصعوبات للمراجعين جعلاني أكتب هذه الكلمات داعيا أن يحذوَ الجميع حذوهم. وإذا كنا ننتقد بعض الإدارات على سلبياتها؛ فالإيجابيات أولى أن تحظى بإظهارها وإبرازها، وفق الله الجميع لما فيه خير هذه البلاد الطاهرة.