قال ناشط في محافظة اللاذقية ل«الشرق» إن التوتر ازداد بشكل ملحوظ في المناطق الساحلية وفي القرى العلوية خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة بعد تشكيل النظام ما سمي «جيش الدفاع الوطني»، الذي أثير كثير من الجدل حوله داخل الطائفة العلوية والمجتمع السوري، خاصة أن نواته تتألف من اللجان الشعبية التي شكلها النظام في الأحياء العلوية داخل المدن السورية ومناطق وجود العلويين في سوريا، وأكد الناشط أن الطائفة العلوية لم يعد يعنيها في المواجهات الدائرة الدفاع عن نظام الأسد بقدر ما يعنيها الدفاع عن وجودها، ومستقبلها ضمن النسيج الاجتماعي السوري، وأشار إلى أن ما يدعى «جيش الدفاع الوطني» هو حزب الله القادم في سوريا، إذ يقوم على تدريبه وتأهيله اليوم خبراء من حزب الله اللبناني، ومن إيران وروسيا، وعزا الناشط ازدياد وتيرة التوتر إلى فشل «جيش الدفاع الوطني» في هجومه على جبل التركمان شرق مدينة اللاذقية وتكبده خسائر كبيرة، منوهاً إلى قيام عناصره منذ يومين بإطلاق النار على شاب مدني في مدينة اللاذقية، وإردائه قتيلاً، كما حذر الناشط من إمكانية اندلاع مواجهات عنيفة في مدينة اللاذقية إذا ما استمر الاحتقان فيها على هذا النحو لا سيما أنها تأوي حسب تقديراته نحو مليون نازح. وفي حمص، استمرت المواجهات العنيفة لليوم التالي على التوالي في معظم أحياء المدينة، وأفاد ناشط من المدينة ل»الشرق»، بأن النظام كان يسيطر على حي بابا عمر، ويحاصر أحياء جوبر، والسلطانية الملاصقة له من الجنوب، كما كان يسيطر على الإنشاءات من الغرب، وأيضاً على شارع البرازيل بين بابا عمرو، والإنشاءات لكنه لم يتمكن من السيطرة على جوبر والسلطانية، وفشلت محاولته في اقتحامهما منذ نحو شهر رغم استخدامه مختلف أصناف الأسلحة الثقيلة بما في ذلك الطيران الحربي والحوامات إلى أن تمكن من السيطرة عليهما منذ نحو أسبوعين، لكن كتائب الجيش الحر أعلنت منذ أيام زحفها إلى حمص لتحرير أحيائها وفك الحصار عنها، وخلال أقل من عشر ساعات تمكن الجيش الحر من السيطرة على أحياء باباعمرو، والإنشاءات، وشارع البرازيل ويواصل تقدمه باتجاه السلطانية ما اضطر قوات النظام إلى الانسحاب، وشن غارات جوية عنيفة على تلك الأحياء. وأضاف الناشط أن الفضل في تقدم الجيش الحر يعود إلى جبهة النصرة التي وجهت نداءات إلى سكان الأحياء العلوية لإخلائها من النساء والأطفال قبل بدء العمليات العسكرية، إضافة إلى وصول أسلحة جديدة للكتائب المقاتلة بينها صواريخ، منوهاً إلى توسع نفوذ جبهة النصرة في ريف حمص، خاصة أنه تلقى معلومات عن حضور وفد من جبهة النصرة إلى منطقة الحولة قبل العملية للتفاوض مع الجيش الحر من أجل أن تقوم الجبهة بالتمويل والمشاركة بمقاتليها مقابل أن تقود هي العمليات العسكرية إلا أن كتائب الجيش الحر رفضت العرض ما عدا فصيل واحد. وحول آخر التطورات في معركة حمص، أكد الناشط أن النظام حشد أعداداً كبيرة من قواته في نية واضحة لاسترجاع المنطقة، بينما يقصف الطيران الحربي منذ الصباح الباكر بعنف معظم الأحياء مسبباً دماراً هائلاً في المنطقة، في حين تشهد حمص القديمة والخالدية اشتباكات عنيفة وشوهدت قوات النظام تنصب منصات إطلاق صواريخ في حي عكرمة الموالي للنظام موجهة نحو بابا عمرو.