قنافذ القطب الشمالي حين يدهمها الشتاء تتقارب للدفء لكن بحساب دقيق.. والقنافذ هذه إن هي تلاصقت انغرست أشواك كل منها في الآخر وإن هي تباعدت قتلها البرد، وهكذا تكتفي بالوقوف عند مسافة تجلب الدفء ولا تلتصق. والعلاقات الدولية مثل ذلك.. والشتاء الاقتصادي منذ السبعينيات يجعل دول أوروبا تبحث عن الدفء وتتقارب قريبا من الاتحاد، والدول اللاتينية تلتقي، وجنازة شافيز الجمعة الماضي تصبح استعراضاً للقاء هذا، ودول الآن حول الصين، ودول الاتحاد السوفيتي السابق تتقارب تبحث عن الدفء. ولا حديث في الأرض أكثر من حديث الدول العربية عن التقارب.. لكنه تقارب القذافي.. والغريب أن القذافي الذي يصبح هو أشواك القنفذ ما كان يصنعه هو فشل التقارب السوري المصري أول الستينيات. والقذافي يصنع تقاربه مع الدول العربية بأسلوب تقارب الطعام والأسنان.. والوحدة الليبية السودانية المصرية تفشل لهذا السبب، والوحدة اليمنية الليبية الأريترية تفشل، والوحدة الإفريقية بأسلوب القذافي تفشل. الكتابات بعد القذافي كتابات من كان جزءاً من النظام تكشف أن القذافي كان يخصص مكتباً في قواته المسلحة لدعم كل منظمة في العالم تحمل السلاح ضد كل دولة مهما كانت هذه المنظمات ومهما كانت الدول.. القذافي كان يجلب من يستطيع أن يشعل كل نزاع بين جهتين أو قبيلتين أو دولتين ويدعمهم للقيام بهذه المهمة. الدول العربية التي تعرف العالم الآن تتقارب حتماً لكن أشياء صغيرة مثل الغبار في العين لاتزال هناك! أخيرا نشكر صحيفة «الشرق» التي تحذف كل إساءة لرئيس أو جهة في كل دولة عربية، ونتساءل عن السبب الذي يجعل السيد (دعشوش) لا تغيب إساءاته يوما للرئيس السوداني ونتساءل عما يجعل صحيفة «الشرق» تسمح بهذا؟!