قال السفير العراقي في المملكة، غانم الجميلي، إنه يحق لكل سجين سعودي في العراق لم تشمله اتفاقية تبادل المحكومين بين البلدين التقدم بالتماس للسلطات العراقية للنظر في محكوميته. وأكد السفير العراقي، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، أن السجون في بلاده مفتوحة لذوي السجناء السعوديين وللجمعيات الحقوقية السعودية، متعهداً بأن تسهل السفارة في الرياض إجراءات سفر الراغبين في زيارة السجناء. وأوضح الجميلي أن المسؤولين العراقيين والسعوديين ينظرون إلى قضية السجناء باعتبارها إنسانية بالدرجة الأولى، مقدراً عدد السعوديين المحكوم عليهم بالإعدام في العراق ب 6 سجناء وعدد العراقيين المسجونين في المملكة ب 100 سجين متهمين بتهريب المخدرات وتجاوز الحدود بين البلدين بطريقة غير شرعية ومن بينهم امرأتان. ونبَّه السفير إلى أن اتفاقية تبادل المحكومين ستشمل كل سجين سعودي أو عراقي اكتسب الحكم الصادر بحقه صفة القطعية، لافتاً إلى أحقية السجين في المطالبة بنقله إلى بلده على أن تنظر اللجنة المشتركة في وضعه. واعتبر الجميلي أن تشكيل اللجنة المشتركة بين الرياض وبغداد للنظر في آلية تنفيذ اتفاقية تبادل المحكومين كان الخطوة الأولى لتفعيلها، مشيراً إلى أن التبادل لا يشمل المحكومين بالإعدام والمعتقلين الذين لم تصدر أحكام قاطعة بحقهم. في سياقٍ متصل، طلب عددٌ من السجناء السعوديين في العراق من سفارة المملكة سرعة التدخل لدى السلطات العراقية لإنهاء معاناتهم. وأكد أحد السجناء، طلب عدم ذكر اسمه، أنه وزملاءه ينتظرون زيارة وفد السفارة لهم بفارغ الصبر، وقال «نتمنى أن يكون الهدف من هذه الزيارة هو إيجاد الحل لقضيتنا والخروج بنتيجة لا أن يكون الهدف إعلامياً؛ لأن هذا على حساب أعصابنا وأعصاب أسرنا». وذكر أن سفارات عدة دول عربية تدخلت لدى حكومة العراق وأنهت معاناة رعاياها المحتجزين داخل السجون العراقية، وتابع «آخر هذه التدخلات أسفر عن حصول السفارة السودانية على موافقة على الإفراج عن 15 سجيناً سودانياً من المحكومين بالحبس 15 عاماً، وإطلاق سراح سجين كويتي محكوم عليه بالسجن 15 عاماً بعد أن أمضي 7 سنوات من محكوميته، والإفراج عن اثنين من السجناء الإماراتيين المحكومين في قضايا تجاوز حدود، إضافة إلى عددٍ من السجناء من جنسيات أخرى». وقدَّر السجين عدد السجناء السعوديين الموجودين حالياً في سجن سوسة ب 19 سجيناً محكومين في قضايا تجاوز حدود، وقال إن السلطات العراقية تبدي تجاوباً مع طلب السفارات إطلاق سراح المتهمين بتجاوز الحدود. من جانبها، نقلت السلطات العراقية أمس الأول اثنين من السجناء السعوديين، وهما خالد الرياحي (محكوم عليه بالمؤبد و15 عاماً) وعلي معيض (محكوم عليه بالمؤبد)، من سجن جمجمال جنوب كردستان إلى سجن سوسة. بدورها، حاولت «الشرق» التواصل بشأن الملف مع السفارة السعودية لدى الأردن عبر الاتصالات الهاتفية وإرسال الرسائل النصية ورسائل ال «واتسآب» لرئيس شؤون الرعايا، صالح علي بديوي، ورئيس الشؤون الإعلامية في السفارة، حسين السلامة، لكن التجاهل كان من نصيب هذه الاستفسارات ما اضطر الصحيفة إلى التواصل مع السفارة العراقية في الرياض. نسخة من الرسائل المرسلة من «الشرق» إلى حسين السلامة (الشرق)