تعيش سوريا الآن موجة عارمة من الاضطرابات والفوضى بين رحى الانتفاضة والحرب الأهلية الدائرة، فمنذ انطلاق شرارة الثورة السورية وحتى الآن تعيش البلاد لحظات عصيبة، متجرعة مرارة الهوان من جراء الديكتاتورية التي ورثها الرئيس بشار الأسد من الجينات الوراثية لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد. فالسوريون يعيشون هذه الآونة بين مطرقة الحرب الأهلية وسندان الثورة السورية، حيث لعبت التشرذمات والانقسامات الداخلية دوراً فاعلاً في تصعيد وتيرة العنف الضاري، مما دعا الأممالمتحدة لوصف الصراع ب»الطائفية العلنية» و»الحرب الطائفية على الملأ». ووفقاً لتقرير الأممالمتحدة الصادر في فبراير الماضي فإن «أكثر من سبعين ألف شخص، معظمهم من المدنيين، لقوا حتفهم، فضلاً عن اعتقال عشرات الآلاف الآخرين، وتم تشريد أكثر من مليوني لاجئ، علاوة على وجود أربعة ملايين في أمسّ الحاجة للمساعدات الإنسانية». نيران الفتنة تجوب سوريا الجريحة الممزقة الأشلاء، حتى وصل بأهلها الحال إلى أن حوّلوا مدارس أطفالهم إلى ثكنات ومأوى يقيهم نيران المدفعية وطلقات الأعيرة الثقيلة التي لا يفارق صوتها مسامع الآذان. ولا أحد يحرك ساكناً، فالمحصلة النهائية حتى هذه اللحظة هي المجاعات والفقر والهرج والمرج والتفكك والضياع، فهل ستكون سوريا لقمة سائغة تتلقفها أفواه الطامعين؟ وما مآلها؟ ويبدو للعيان أن بوادر حرب عالمية ثالثة بدأت تلوح في الآفاق.