دق نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان ناقوس الخطر فيما يتعلق بالمسألة الإثيوبية، والخطر الذي يهدد منطقتنا بسببها. وذلك بأن ألقى الأسبوع الماضي كلمة في القاهرة في اجتماع المياه العربية وجه النظر فيها إلى الخطر المحدق بحقوق مياه النيل لمصر والسودان. فسد النهضة العظيم ( The Grand Renaissance dam) التي سيكتمل بناؤه في 2015، سد عظيم فعلاً يتسع لسبعين مليار متر مكعب من مياه الفيضانات ويقع على ارتفاع 700 متر, ولو حدث أن انهار هذا السد فإن الخرطوم بكاملها سوف تغرق، بل إن آثار ذلك سوف تصل إلى سد أسوان. ومصر ستكون الطرف الأكثر تضرراً من سد النهضة الإثيوبي، لأنها لا تملك مصدراً بديلاً للمياه مقارنة مع غيرها من دول حوض النيل. وإقامة هذا السد على بعد 12 كيلومتراً من الحدود السودانية هو أقرب ما يكون للتآمر السياسي منه لمجرد تحقيق مكاسب اقتصادية بحسب تعبير نائب وزير الدفاع. وهذا معناه أن هذا السد يشكل تهديداً للأمن القومي لمصر والسودان، فتأسيس هذا السد, سوف يؤدي إلى أن يتحول تموين المياه من مقدمة «بحيرة ناصر« إلى الهضبة الإثيوبية. وهذا معناه سيطرة إثيوبية كاملة على كل قطرة ماء. بالإضافة إلى التسبب في خلل بيئي قد ينشأ عنه إثارة لنشاط الزلازل في المنطقة، وذلك كنتيجة للوزن المرتفع للمياه الكثيفة المثقلة بالطمي المحتجز أمام السد. هذا الثقل قدره الخبراء ب 63 مليار طن. نحن أمام أصابع متآمرة تعبث بمصادر المياه السودانية والمصرية وبمصير الأمة ككل ولا بد من وقفة يقظة أمام هذا التآمر. والمملكة – وحليفتها الأساسية مصر- لا يمكنهما التخلي عن دورهما في قيادة وحماية الأمة والوقوف في وجه كل تحدٍ يعترض استقرارها ورفاهها. ولا يمكن أن تنفك أذهاننا كسعوديين من ربط هذا التآمر الإثيوبي بموضوع زيادة تسلل الإثيوبيين عبر الحدود اليمنية للمنطقة الجنوبية من المملكة,بصورة تجاوزت المعهود. فالمتسللون الإثيوبيون كانت تتلقاهم يد الشفقة من أهلنا في الجنوب وتحاول مساعدتهم بما تستطيع، إلا أن الوضع في الفترة الأخيرة قد زاد على الحد الاعتيادي الطبيعي، وعينّات البشر التي مارست التسلل قد تغيرت، فقد فوجئ أهلنا بأناس مجرمين وليسوا مجرد جوعى يبحثون عن عمل. والتاريخ السياسي علّمنا أن إنجلترا بعد اضطرارها مرغمة على توقيع معاهدة الاستقلال مع الإيرلنديين التي قامت بعدها الجمهورية الإيرلندية، قد قامت بعدها بإرسال كل مجرم في السجون لإيرلندا ليمارس الفساد هناك كنوع من الانتقام حسبما ورد في كتاب (الريح التي هزت المعاهدة) the wind that rocked the barley). الأمور في الجنوب مستقرة وتحت السيطرة. ولكن تلك الرسائل الإثيوبية الصغيرة لا تعطي انطباعاً جيداً عن الحكومة الإثيوبية الحالية، خصوصاً وللمملكة استثمارات تجارية جيدة في إثيوبيا وليس من مصلحة إثيوبيا أن تخسرعقود الشراكة وتلك الاستثمارات بسبب الانجراف وراء أعداء بعيدين يتآمرون على الأمة العربية الإسلامية ولن يفيدوا إثيوبيا كثيراً إن هي خسرت جيرانها.