سادت حالة من الهدوء الحذر صباح الخميس مدينة بورسعيد، شمال شرق مصر، والتي تشهد اضطرابات متواصلة منذ الاحد، وذلك بعد ليلة دامية خلفت نحو 150 جريحا ودمارا كبيرا في منطقة الاشتباكات المستمرة بين الشرطة والمتظاهرين. وكان محيط مبنى مديرية الامن، ساحة الاشتباكات الرئيسية، هادئا نسبيا حيث وضعت الشرطة المزيد من السواتر الترابية امام المبنى الذي انتشر فوقه عناصر الامن بشكل مكثف، الامر الذي استفز الاهالي وزاد من خوف البعض. وبدا واضحا أن القوات المسلحة زادت من تواجدها في أرجاء المدينة التي بدت خالية من قوات الشرطة فيما حلقت طائرات مروحية تابعة للجيش في سماء المدينة الغاضبة. ورغم هدوء الاوضاع ميدانيا، إلا أن مواجهات الليلة الماضية خلفت دمارا واضحا في عدد كبير من ممتلكات الاهالي من محال وسيارات في الشوارع الجانبية القريبة من منطقة الاشتباكات وذلك للمرة الاولى منذ بداية الاحداث. وشوهدت سيارة اجرة محطمة الزجاج الامامي بسبب سقوط قنبلة غاز مسيل للدموع عليها كما احترقت محتوياتها الداخلية، وقال التاجر احمد منتصر إن “سائق السيارة اصيب جراء الحادث”، فيما ظهرت ثقوب عميقة في سيارات اخرى بفعل الرصاص. كما حُطِّمَت الواجهات الزجاجية لعدد من المحال في هذه المنطقة التجارية المزدحمة بالاضافة الى نوافذ محكمة المدينة القريبة. واغلقت معظم المحال أبوابها الخميس ربما خشية التعرض للتدمير بعد ان “طاردت مدرعات الشرطة المتظاهرين في تلك الشوارع ليل الاربعاء” حسب بعض الاهالي. وقال التاجر محمد بدوي (34 عاما) بغضب شديد “الغاز والاشتباكات وصلت الى هنا في شارع الثلاثيني” البعيد نسبيا عن ساحة الاشتباكات. وكانت المواجهات بدأت صباح الاحد بعدما نقلت وزارة الداخلية من سجن بورسعيد إلى سجن آخر بعيد عن المدينة 39 من المتهمين في ما يعرف في مصر بأحداث “مذبحة بورسعيد” حيث قُتِلَ 74 شخصا مطلع فبراير 2012 عقب مباراة كرة قدم بين فريق النادي الاهلي القاهري وفريق المصري البورسعيدي بينهم 72 من مشجعي الاهلي المشهورين ب “الالتراس”. وتصدر محكمة جنايات بورسعيد احكاما حاسمة السبت القادم في هذه القضية التي سبق وحكم فيها بالاعدام على 21 شخصا من ابناء المدينة في نهاية يناير الماضي، واندلعت عقب هذه الاحكام احداث عنف سقط خلالها اكثر من 40 قتيلا. ويسيطر الخوف والقلق على اهالي بورسعيد من تكرار احداث العنف مرة اخرى على نطاق اوسع مع صدور احكام السبت القادم. أ ف ب | بورسعيد