سادت أمس حال من الهدوء الحذر في مدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية (دلتا النيل)، بعد ليلة من الاشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين سقط خلالها عشرات الجرحى، فيما نظم بعض الأهالي في مدينة بورسعيد حملة لعمل توكيلات رسمية لتفويض الجيش إدارة البلاد. وكان العنف استمر لليوم الثالث على التوالي مساء أول من أمس في مدينة المنصورة بعدما تجددت الاشتباكات في محيط مبنى المحافظة بين الشرطة ومحتجين على حكم الرئيس محمد مرسي يسعون إلى تنفيذ عصيان مدني في المدينة، أسوة ببورسعيد. وتحولت الشوارع المحيطة بمبنى المحافظة إلى ساحة مواجهات وكر وفر بين المتظاهرين وعناصر الشرطة، إذ تبادل المتظاهرون مع الشرطة إلقاء الحجارة. ومع احتدام المواجهات أطلقت قوات الأمن وابلاً من قنابل الغاز لتفريق المحتجين ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى قالت الشرطة إن بينهم شرطيين أصيبا «بطلقات خرطوش»، فيما أعلن ناشطون أن قوات الأمن اعتقلت عشرات المحتجين. وكانت الأحداث تصاعدت بين مئات المتظاهرين وقوات الأمن بعد محاولات لاقتحام مبنى مديرية الأمن القديمة المقابل لقبر الجندي المجهول الواقع في محيط مبنى المحافظة، واستمر الكر والفر لساعات تم خلالها إيقاف حركة السيارات وخلت الشوارع من المارة نتيجة إلقاء عشرات القنابل المسيلة للدموع. وأغلقت جميع المحال في المنطقة أبوابها ووضعت ستائر من القماش أمامها، في محاولة لحمايتها من قنابل الغاز والحجارة والزجاجات الحارقة. ودان «التيار الشعبي» الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي «الاعتداءات الإجرامية للشرطة وميليشيات جماعة الإخوان المسلمين» على المحتجين، مشيراً إلى أن «الشرطة استخدمت قنابل الغاز المتعددة الأنواع والمحرم استخدامها دولياً وطلقات الخرطوش، إضافة إلى خطف الثوار من ميدان المحافظة والشوارع الجانبية وضربهم بوحشية والقبض على عشرات الناشطين بينهم ثلاثة من أعضاء التيار». وانتقد اقتحام الشرطة مقر «التيار الشعبي» في المنصورة، لكنه شدد في بيان أمس على إصراره «على استكمال تحقيق كل مطالب الثورة في دولة تحترم مواطنيها». وقال إنه «لن يكتفي فقط بإدانة هذا التوحش ولكنه قام أيضاً بتوثيق الحالات وعقد العزم على محاكمة كل من أجرم بحق ثوار المنصورة الشرفاء ولن يتنازل عن محاكمتهم». في غضون ذلك، استمر أمس توافد العشرات على مكاتب الشهر العقاري في بورسعيد التي دخل العصيان المدني فيها يومه الحادي عشر، لعمل توكيلات تفوّض الجيش إدارة شؤون البلاد، فيما استمرت التظاهرات والمسيرات في شوارع بورسعيد للمطالبة بالقصاص لحوالى 40 قتيلاً سقطوا في مواجهات وقعت أواخر الشهر الماضي. واتهم شاب بورسعيدي يدعى علاء مصطفى الشرطة بالتعدي عليه وسحله وخطفه بعدما تبادل معهم الشتائم. لكن مصادر أمنية نفت ذلك.