أسر المقاتلون السوريون المعارضون أرفع مسؤول حكومي منذ بدء النزاع في البلاد قبل نحو عامين وهو محافظ الرقة، فيما اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد أن بلاده “انتصرت في هذه المعركة واسقطت مشروع التآمر ضدها”. في غضون ذلك، دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى حل سياسي يشمل “جميع الاطراف” في سوريا ويحول دون تقسيم البلاد، في يوم وصل الى بيروت صحافي الماني سلمته السلطات السورية الى السفير الروسي لديها، قائلة إنه دخل اراضيها بطريقة “غير شرعية”. واظهر شريط صوره مقاتلو المعارضة وبث نسخة عنه المرصد السوري لحقوق الانسان محافظ الرقة حسن جليلي وامين فرع حزب البعث الحاكم سليمان السليمان في محافظة الرقة وهما يجلسان الى جانب مقاتلين من المعارضة السورية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن جليلي هو “ارفع مسؤول يتم اسره من قبل معارضي النظام”، مشيرا الى ان المدينة “عانت كثيرا من فساده”، وان اسره جرى إثر اشتباكات عنيفة في محيط قصر المحافظ في مدينة الرقة. ويقع القصر على مقربة من تمثال للرئيس الراحل حافظ الاسد اُسقِط الاثنين بعد ساعات من سيطرة مقاتلي المعارضة بشكل شبه كامل على المدينة، وهي اول مركز محافظة يقع تحت سيطرتهم منذ بدء النزاع. واليوم، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن الطائرات الحربية شنت سلسلة غارات على مناطق في المدينة، بينها “مبنى امن الدولة ومنطقة السباهية وعين عيسى”، اضافة الى مبنيي الامن السياسي وامن الدولة. واوضح ان اشتباكات تدور بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية “في محيط مبنيي الامن العسكري والمخابرات العسكرية” اللذين يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة عليهما. ومع استمرار اعمال العنف في مناطق سورية واسعة، قال الملك الاردني عبد الله الثاني إن “عملية انتقال شاملة هي وحدها الكفيلة بوقف النزاع الطائفي وتجنب تفكك سوريا”، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك في انقرة مع الرئيس التركي عبد الله غول الذي تدعم بلاده المعارضة السورية. وشدد الملك على “الضرورة الملحة” لاجراء عملية انتقال سياسي لوقف سفك الدماء والحفاظ على وحدة اراضي سوريا، الغارقة في نزاع أودى بنحو 70 الف شخص، بحسب ارقام الاممالمتحدة. ويستضيف الاردن قرابة 420 الف لاجىء سوري من اصل نحو 700 الف غادروا سوريا جراء النزاع، وتوزعوا على دول الجوار في العراق وتركيا والاردن ولبنان. والى بيروت، وصل الصحافي الالماني بيلي سيكس الى سفارة بلاده، بعد ساعات من تسليمه الى السفير الروسي في دمشق عظمة الله غول محمدوف. واعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيله عن “ارتياحه” بعدما بات الصحافي “بأمان في رعاية” السفارة، شاكرا للحكومة الروسية ونظيره سيرغي لافروف “دعمهما” في تأمين مغادرة سيكس سوريا. وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قال خلال لقاء صحافي في مقر الوزارة انه عندما طلب لافروف وساطة الحكومة السورية لاطلاقه “قلنا له اننا على اتم الاستعداد انطلاقا من هدفنا الدائم والاكيد في احترام مسؤوليات وواجبات الاعلاميين”. واضاف “لكننا مرة اخرى نتحفظ على الدخول بشكل غير مشروع” الى الاراضي السورية. وسيكس (26 عاما) ذو اللحية الخفيفة والشعر الطويل، والذي ارتدى سترة داكنة اللون، هو صحافي مستقل يعمل مع الاسبوعية اليمينية الالمانية “يونغي فرايهايت”. أ ف ب | دمشق