يبدأ اليوم عراك معرض الكتاب الدولي في الرياض، بل إن العراك بدأ قبل سنة، وهذا لا جديد فيه، فهناك تيارات متضادة وأفكار متضاربة، والمحصلة ارتقاء بالذوق الثقافي العام إلى عنان السماء من جهة، والصعود إلى هاوية الضحالة من جهة أخرى. عراك خفافيش الظلام بدأ قبل أسبوعين من انطلاق معرض الكتاب برسائل ضبابية حروفها ظلامية ويتوارى أصحابها خلف الستارة السوداء لنقص الشجاعة وعدم المصداقية.. أحد أصحاب الرسائل الضبابية يدعو دور النشر السعودية إلى عدم المشاركة في المعرض لما يحتويه هذا المعرض من منكرات ومعاصٍ على حد زعمه، ويقول آخر إن المعرض يبيع الإلحاد والكتب الماجنة، وزمرة أخرى رفعت عقيرتها بالصوت الرفيع عن وجود الاختلاط في ردهات المعرض –نفس دور النشر والمكتبات تعرض بضاعتها في الأسواق أمام خليط من الرجال والنساء ومن كل الجنسيات طوال العام– (يعني حبكت القضية لإثارتها خلال المعرض فقط)، وشارف بعضهم على شق الثوب ولطم الخدود بسبب ما أسموه بالغزو الفكري الثقافي. طبعاً وجود أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقنع مثل هذه العينات ورقابة وزارة الثقافة والإعلام الدقيقة لا يطمئن قلوبهم، والوازع الديني والرقابة الذاتية لدينا لا يعترفون بها، فالحكم المسبق هو الأساس والتصنيف الجاهز هو الديدن، ولديهم وحدهم الحقيقة ويعرفون الحق والباطل.. وأزين لكم وخروا من طريقهم «الله يخارجنا».