عبدالله جارالله المالكي يوم الثلاثاء 1434/4/16ه نشرت «الشرق» على صفحتها الأخيرة خبراً حول قضية الشاعر محمد العجمي الملقب «ابن الذيب» المحكوم عليه بالسجن في دولة قطر، وذلك بتهمة التحريض على النظام في إحدى قصائده. – وتعليقاً على تلك القضية التي تفاعل معها الجميع نقول، إن بعض الشعراء وفي كل زمان ومكان تعرضوا لعقوبات السجن والنفي بسبب مغالاتهم وإفراطهم في المديح والهجاء.. ولكن؟ ولكن من الناحيتين الشرعية والقانونية؛ فإن الانسان يؤخذ ويعاقب بأفعاله وذلك على غرار ما حدث من الشاعر كعب بن زهير الذي هجا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، وقد توعده النبي بإهدار دمه، ولكن الشاعر كعب اعتذار للنبي محمد في قصيدته المشهورة (بانت سعاد) التي يقول منها: نُبِّئْتُ أَنَّ رَسُولَ الله أوعدَني والعَفوُ عندَ رسولِ الله مَأمُولُ إنَّ الرسولَ لنورٌ يُستضَاءُ بهِ مُهنَّدٌ مِن سيوفِ الله مَسْلُولُ – وبالفعل فقد عفا عنه الرسول وخلع عليه بردته. – أيضاً لا ننسى ما حدث من الشاعر الحُطيئة الذي أسرف في هجاء الناس إلى درجة أنَّ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أمر بسجنه، ولكن الحُطيئة استعطف الخليفة عمر بقصيدة قال فيها: ماذا تقولُ لأفراخٍ بذي مَرَخٍ زغبِ الحَواصِلِ لا ماءٌ ولا شجرُ ألقيتَ كاسبَهم في قَعْرِ مُظلِمَةٍ فَاصفحْ عليكَ سلامُ الله يا عُمَرُ ووصفهم الله تعالى بأنهم يقولون ما لا يفعلون، ولعل هذا ما يشفع للشاعر «ابن الذيب» الذي خانه التعبير في قصيدته المشؤومة ويجب عليه الاعتذار بقصيده أخرى. نعم، هكذا يكون الصفح، والعفو من شيم الكرام، وهكذا ما نأمله من حاكم قطر وأميرها المحبوب تجاه الشاعر ابن الذيب.. فاصفح ومنك العفو يا حمدُ.