عم صالح هو ضحية وهمية وغير حقيقية للانتخابات المصرية، فتعالوا نحكي من الخيال قصته. كان الحاج «صالح» يكتسب مكانته لأنهم «خرموا عينه في مركز الشرطة» للصالح العام، لأن أيام الاستفتاء زمان كان يوجد على ورقة الاستفتاء دائرتان، واحدة «نعم» والأخرى «أيوة»، وتصادف وجود عم «صالح» في ديوان القسم، بينما الضابط يشرح للمخبرين طريقة التزوير، فأمسك رأس عم «صالح» وقال للمخبرين «أمامك دائرتان، تعلّم على الدائرة الأولى كدة» ثم أدخل القلم في عين عم «صالح»، وعندما اشتكى المأمور، أغلقها له بالشمع الأحمر، وختم فوقها عبارة «أعور حكومي»، وهي عبارة تسمح لعم «صالح» بركوب الأتوبيسات بنصف تذكرة، ثم أيام الانتخابات زمان استدعاه الضابط، ووقف به أمام المخبرين، وأشار إلى حاجب عم «صالح»، وقال لهم: – «ده (الهلال) أول ما تشوفه تعلم عليه».. ثم أدخل القلم في عين «صالح» وأصبح الرجل بعدها أعمى يركب الأتوبيسات مجاناً.. قابل «صالح» صديقه «مسعود» وتحدث معه عن نيته في الزواج، وقال عم «صالح» إنه نوى أن يتزوج ثم تنهد، وقال: – «فين أيام زمان لم يكن العريس يرى عروسته إلا بعد أن ينجب منها أربعة أطفال».. فقال له صديقه «مسعود» وهو ينظر إلى عينيه المفقوعتين: – «اطمئن يا عم صالح إنت بسبب التزوير لن تراها أبداً».. مر عم «صالح» بمرحلتين، والانتخابات التي نعيشها الآن مثل عم «صالح» في مرحلته الأولى.. عوراء.. عوراء يا حلم الطفولة.