عاودت «إثنينية» عبدالمقصود خوجة في جدة نشاطها مساء الإثنين الماضي، بعد توقف دام أكثر من شهرين. وقال مؤسس الإثنينية عبدالمقصود خوجة: «لعل خير مستهل لوصل حبل وداد إثنينيتكم مع محبيها من عاشقي المعرفة والعلم، النظرة المتفحصة لتاريخ بداية التعليم النظامي في بلادنا، وأن تكون انطلاقتنا المتجددة، مؤسسة تعليمية رائدة هي مدارس الفلاح، وأن نرفع لها رؤوس التكريم في شخص نائب رئيس نظارها وكيل وزارة الحج والأوقاف سابقاً السيد أمين عقيل عطاس». وأضاف خوجة: «يمكنني القول إنه فلاحي حتى النخاع، درسنا معا على أيدي أساتذة أجلاء من خريجي الفلاح السابقين، وزاوجت الفلاح بميزان دقيق بين العلوم الدينية والعلوم المدنية الحديثة، من دون إخلال بهذه المنهجية التي اختطتها، واعتمدتها المملكة رسمياً نسقاً للتعليم، وطورته بمواكبة مناهجها لحركة العلوم المتجددة، وعلى رغم أن مدرسة الفلاح لم تكن معتمدة بشكل رسمي من وزارة المعارف في بداياتها، إلا أن تفوق طلابها أتاح لكثير من خريجيها، بعض الفرص للدراسة الجامعية، فكان لتفوق السيد أمين عطّاس عظيم النفع في ابتعاثه لجامعة القاهرة لدراسة المحاسبة». ولفت إلى أن الحديث عن مدارس الفلاح وعن السيد العطّاس «حديث عن أقدس العواصم، فالرجل مكاوي الهوى والهوية». وتحدث العطاس في الأمسية عن محطات مختلفة في حياته العلمية والعملية، شاكراً لمؤسس الإثنينية «هذا الاحتفاء غير المستغرب على شخصه الكريم وعلى هذا الحضور، الذي أضاف لي البهجة والسعادة». وتطرق إلى «دور الفلاح التاريخي في مكافحة التتريك بالحجاز، والجهود التي قامت بها أسرة مؤسس مدارس الفلاح في مكةالمكرمة الحاج محمد علي زينل، للحفاظ على هذه المؤسسة التعليمية الرائدة». وشهدت الأمسية التي حضرها عدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي مداخلات من كل من إحسان صالح طيب، وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان. وفي ختام الأمسية، كرم خوجة العطاس، ونوه بالضيف القادم في الأسبوع المقبل، وهو الدكتور عبدالرحمن الرفاعي الأديب والناقد والباحث في جذور اللغة والتاريخ.