حذر خبراء ومراقبون للشأن الفلسطيني من الانعكاسات السلبية لعجز الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تنفيذ تهديده بحملة دبلوماسية ضد إسرائيل تنفذها السلطة بعد 26 يناير الجاري، وهو الموعد الذي حدده عباس كحد أقصى للجنة الرباعية لإعادة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وشكك المحلل السياسي، هاني المصري، بوجود استراتيجية لدى السلطة الفلسطينية من أجل شن حملة دبلوماسية ضد إسرائيل، وقال ل “الشرق” “الحملة يمكن أن تؤتي ثمارها في ظل استراتيجية عمل من قبل السلطة الفلسطينية تستخدم فيها كل وسائل الضغط الممكنة سواء بالتوجه للأمم المتحدة أو مجلس الأمن وغيرها، لكن هناك شك بأن تكون هذه الاستراتيجية قائمة”. وأكد المصري أن هذه الخطوة ستخضع لما يمكن أن يتمخض عنه لقاء “مولخو” وعريقات، وقال ” قد يعقب هذا اللقاء لقاءات أخرى، ومن شأن ذلك أن يضعف الموقف الفلسطيني”، مبينا أن لم يتوفر عند السلطة الصبر الكافي لتحقيق مطالبها من إسرائيل ووافقت على عقد اللقاء بين الرجلين. ورجح المصري أن يكون اتفاق المصالحة الفلسطينية هو الذي ساهم في عقد اللقاء بين عريقات و”مولخو”، “فبدلا من أن تقوي المصالحة المفاوض الفلسطيني أضعفته لتقديم تنازلات بعقد اللقاء بعد أن كان السلطة ترفض على مدار شهور مطالب إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، قبل وقف الاستيطان”. وفي ذات السياق يرى رئيس تحرير جريدة الرسالة المقربة من حركة حماس وسام عفيفة، أن السلطة تستخدم ملف المصالحة كورقة مساومة مع إسرائيل والرباعية. وأعرب عفيفة ل “الشرق” عن خشيته من أن تلحق تلك اللقاءات الأذى بملف المصالحة الفلسطينية، وقال “لقاءات عمان تخلق حالة من الشك وعدم الثقة بين الفلسطينيين، خاصة أن حماس أعلنت أنها على استعداد للوقوف إلى جانب أبو مازن إلى أبعد حد في حال وقوفه في وجه الضغوط الإسرائيلية، لكن لقاء عمان جاء عكس ما كانت تأمل حماس”. وأضاف “عباس وضع المصالحة في كفة المقايضة مع إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية”، موضحا أنه لم يقدم شيئا حقيقيا في ملف المصالحة، وكل ما تم هو مفاوضات وآليات عمل وتشكيل لجان، لكن على أرض الواقع لا يوجد شيء حتى الآن. ويؤكد عفيفة وجود علاقة بين تسريب معلومات حول استعداد السلطة الفلسطينية لشن حملة دبلوماسية ضد إسرائيل، وعقد لقاء عريقات و”مولخو” في عمان، ولقاء عباس مع المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل في رام الله، ما يشير إلى أن هناك حراك يتم أبعد من حملة دبلوماسية تقوم بها السلطة يصب باتجاه استئناف المفاوضات، مشيرا إلى أن السلطة لا تملك الأدوات لشن مثل هذه الحملة وحدها، في ظل غياب الداعمين الرئيسيين، وخاصة في ظل انشغال النظام المصري بأوضاعه الداخلية، إضافة على انشغال الجامعة العربية في قضايا أخرى على رأسها ما يجري في سوريا. وقال عفيفة إن الأجواء غير مهيأة لهذه الحملة، مشيرا إلى أن الكثير من المتعاطفين والداعمين للموقف الفلسطيني بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية أصبح لديهم إحباطا لأن هذا الملف أصبح قيد المساومة من خلال الأمريكيين والإسرائيليين. وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذكرت بأن السلطة الفلسطينية تستعد لشن هجوم دبلوماسي ضد إسرائيل بعد 26 يناير الجاري، وذلك في أعقاب تأكيدات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أنه إذا لم تنجح الرباعية في وضع الطرفين على طاولة المفاوضات حتى ذلك التاريخ فإن كافة الخيارات ستكون مفتوحة أمام القيادة الفلسطينية. جلسة مفاوضات فلسطينية إسرائيلية بحضور اللجنة الرباعية (أ ف ب)