الرياض – فيصل البيشي الريس: جامعة الملك سعود لا تملك جرأة في التعامل مع القضايا الاجتماعية بدأ المشهد في مهرجان المسرح الخليجي الثالث للجامعات، الذي ينظم في جامعة الملك سعود في الرياض خلال الفترة من 23 إلى 27 فبراير الجاري، بانسحابات واعتراض على سوء التنظيم، بعد اشتراط اللجنة المنظمة منع استخدام الموسيقى ومنع حضور ومشاركة العنصر النسائي. وأدت شروط اللجنة المنظمة إلى إعلان الوفد القطري انسحابه مبكراً من المهرجان، وتقديم الوفد البحريني عرضه دون موسيقى، بينما قُدمت عروض تالية بموسيقى بعد أن رضخت إدارة المهرجان للضغوط. كما انسحبت جامعة السلطان قابوس من المشاركة قبل تقديم عرضها بساعات، بعد أن تم منع المشرفة على العمل من دخول الجامعة. وأدت استضافة الوفد في سكن طلاب الجامعة إلى خروج وفد جامعة جازان منه والتوجه للسكن في مأوى آخر على حسابهم الخاص. فيما تدخلت سفارة إحدى الدول المشاركة للبحث عن وفدها الذي «تاه» في شوارع الرياض. إضافة إلى ذلك تم إلغاء العرض الأول أمس قبل دقائق من انطلاقه. ووصف أستاذ الإعلام في الجامعة، رئيس لجنة التحكيم، الدكتور حزاب الريس، جامعة الملك سعود بأنها «متخلفة» عن المجتمع، وأنها تعاني من إشكاليات في التعامل مع العنصر النسائي، ولا تملك جرأة في التعامل مع القضايا الاجتماعية، مضيفاً «من المفترض أن تقود الجامعة المجتمع، وتغير عاداته وتقاليده للأفضل، لكن مع الأسف الشديد الجامعة في السنوات الأخيرة عاجزة… الإبداع والثقافة والفكر غائب عن اهتمامات مسؤولي الجامعة»، مشيراً إلى أن هذا انعكس على حفل الافتتاح وغياب قيادات الجامعة عن الفعاليات. من جانبه، قال رئيس وفد وزارة التعليم العالي في عمان الدكتور سالم اليحيائي، إن اشتراط قصر المشاركة على العنصر الرجالي أثّر كثيراً في العروض المشاركة، مؤكداً أن الفتاة الخليجية أسهمت بشكل كبير في تطور المسرح الخليجي، وأن النساء لا تقل شأناً عن الرجال، موضحاً أن «المشرفة على العرض (العماني) أفضل الأسماء المسرحية النسائية في عمان، لكن اضطررنا لاستبدال كل عنصر نسائي بآخر من الرجال لضمان المشاركة، رغم أن ذلك يؤثر في مستوى العمل». أما المسرحي يزيد الخليفي، وهو أحد منسوبي مسرح الجامعة سابقاً، فأشار إلى أن المسرح الجامعي يعاني من «السيطرة والاختطاف على أيدي مجموعات تحمل أفكاراً أيديولوجية، أقصت كل من يخالفهم»، وهو الأمر الذي امتد لأكثر من عشرين سنة. وأضاف: أطلقوا على مسرحهم المسرح «المحافظ والتربوي، ومنعوا استخدام الموسيقى طوال عشرين سنة ماضية، وحاربوا النصوص التي لا تناسب توجههم، وأقصوا كل من يخالفهم، فكيف يمكن تقديم عرض مسرحي دون الموسيقى، وهاهم الآن ينظمون مهرجاناً باسم المملكة، ويتعاملون معه وكأنه مركز صيفي»، واصفاً ما حدث ب»الفضيحة»، وقال إنها جاءت نتيجة لهذا الفكر المهيمن على المسرح الجامعي.