يقول الروائي اليوناني الشهير نيكوس كازنتزاكيس في روايته الخالدة زوربا:» الكلام أدنى لغات البشر، فإذا عجزوا عن الكلام استعانوا بالعزف والغناء ليكملوا إحساسهم، فإذا أعيتهم الحيلة..بدأوا بالرقص وهو أسمى لغات الجسد والإنسان» ونحن عجزنا من كثر الكلام ونحن نحاول إيصال الفكرة: يا صديقي يا من تريد التصدي للخطر الجاثم والنكبات التي تلتهمني، الخطر لو تعلم جاثم في صدرك. كما أن أصواتنا الحيانية أعياها التعب وهي تغني للذين التهمهم الإيدز والسيول وغول الفساد و»البحوحة» التي نتمرغ بها ليلاً ونهاراً. وأما الرقص فليس من مصلحة أحد أن يشاهدنا ونحن نرقص. فما باليد حيلة من الوقوف صمتاً على أعتاب هذا الصراع «الفاشوشي» الذي حوَّل معرض الرياض للكتاب إلى معرض للملاكمة والاكتئاب. غير أن الصمت وكل هذا لا يمنع من سؤال وزارة الثقافة والإعلام عن كيفية حصول الإخوة المحتبسين لا المحتسبين على قائمة الدور المشاركة في المعرض ليوجهوا لها رسالتهم التي أوردتها الشرق ومضمونها حث دور النشر على عدم المشاركة لوجود منكرات ومعاصٍ ظاهرة، منها بيع كتب الإلحاد والزندقة والكفر، والاختلاط في ردهات المعرض، والغزو الفكري الثقافي لمجتمعنا من خلال مشاركة فرنسا ضيفة الشرف!