غلطان من يعتقد أن مشوار النصر قد انتهى مع خسارة كأس ولي العهد أمام الهلال، ومخطئ من يظن أن العالمي لا يستحق التصفيق، فهو الأجدر بالاحترام والدعم في المرحلة المقبلة. أشرقت شمس النصر، وأصبحت في كبد السماء، وملأت بشعاعها الكرة السعودية إبداعاً، وفناً، وعملاً جاداً يستحق الوقوف عنده. النصر عاد يا سادة، وبات يقدم أفضل المستويات الفنية منذ بداية الموسم، ووصل لمرحلة النضوج الفني، وهذه العودة ستعيد للدوري عنصراً مهماً افتقدناه في السنوات الماضية. نادي النصر سيعيد أمجاده وحضوره في منصات التتويج كما كان سابقاً، فخلال 15عاماً كان النصر طرفاً ثابتاً في المراكز الأولى، حيث حقق عام 1396ه بطولة الدوري التصنيفي بعد فوزه في المباراة النهائية على غريمه التقليدي نادي الهلال 3/1، وكان بعدها وخلال أربع سنوات في الوصافة، إلى أن كُسِر العناد بعد غياب عدة سنوات، عاد فارس نجد ليفرض سيطرته على البطولات، وذلك بتحقيقه درع الدوري الممتاز عام 1400ه، وللمرة الثانية على التوالي عام 1401ه حافظ على لقب درع الدوري العام، كأول فريق يحظى بهذا السبق التاريخي، واستمر في المراكز المتقدمة لثمانية مواسم، وعاد مجدداً ليحقق درع الدوري العام 1409ه. النصر مازال ينافس على بطولة الدوري، وحظوظه ليست ضعيفة، فلا شيء مستحيلاً في ظل وجود إدارة فيصل بن تركي التي وضعت يدها على الجرح وعرفت الدواء، ولا شيء مستحيلاً مع الأسماء المميزة داخل الملعب ومدربهم الفذ، ومن خلفهم جمهور الشمس الوفي. قف مبروك للهلال بطولة كأس ولي العهد، فهو ليس بغريب على البطولات، فلو عدنا بالذاكرة للموسم الماضي، سنجد أن وضع الهلال الفني كان متذبذباً ولم يقدم ما يرضي جماهيره، وعلى الرغم من ذلك حقق بطولة كأس ولي العهد، ليعيد الكَرَّة هذا الموسم، الخلاصة «هناك من يسعى وراء البطولة وآخر البطولة تسعى وراءه».