عبدالقادر عنافر النظافة لا تقل أهمية للإنسان عن المأكل والملبس، لأنها مرتبطة بجميع نواحي الحياة. فهي تلعب دوراً أساساً في صحة الإنسان، التي هي تاج ما يملكه في هذه الحياة الدنيا، كما أنها تلعب دوراً أساساً أيضاً في صفو أو تعكير المزاج، فكما نعلم أن الحياة والعيش في المكان النظيف تختلف عنها في المكان المتسخ. والجدير قوله أن النظافة بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين من الأساسيات في حياتنا، ولهذا نراها من الإيمان. نحن نهتم كثيراً بالنظافة في بيوتنا وسياراتنا واستراحاتنا وفي مظهرنا، ولكن الأحياء التي نسكن فيها والأسواق التي نتسوق منها والشواطئ التي نلجأ إليها للاسترخاء والاستجمام تغاير ذلك كل المغايرة. فلا وجود للنظافة في هذه الأماكن، والأوساخ وأكوام القمامة متناثرة بشكل عشوائي في كل مكان، وتسبب تلوثاً بيئياً وبصرياً بمنظرها المقزز، ورائحتها العفنة تزكم الأنوف. ومن المشكلات التي تسببها القمامة المتناثرة هي الخلافات التي تحدث بين سكان الحي بسبب برميل القمامة، فكل منهم يريد أن يكون برميل القمامة بعيداً عن باب منزله، لأن وجود برميل القمامة أمام المنزل يعني مكاناً لتجمع الزبالات والأوساخ من جميع البيوت المجاورة. كل هذه المآسي والمعاناة التي يعانيها سكان الأحياء ومرتادو الأماكن العامة من النظافة تحدث بينما الحل متوفر وبسيط. إنّ مسؤولي البلديات يعرفون أن هناك حلاً لمشكلة النظافة ولا ينتظرون الفقير إلى الله كاتب هذه السطور لكي ينوّر بصيرتهم، ولكن الله وحده يعلم لماذا لا يبادرون إلى إيجاد الحلول! لا ضير من التذكير، فإن الذكرى تنفع المؤمنين. سأذكّر أمانة مدينة الدمام بهذه الفكرة عسى أن تأخذ بها لكي ننعم بالنظافة وتنعم هي براحة البال وتسلم من النقد والتجريح، بل وقد تجني أرباحاً طائلة من هذه الفكرة. يا مسؤولي الأمانة الأفاضل، هناك مستثمرون على استعداد تام لجمع كل ما تخلّفه الأحياء من قمامة في حينها وأخذها إلى مصانع خاصة وإعادة تدويرها واستخراج منتجات مفيدة منها. فما عليكم سوى القيام بالدراسة وتوفير الأراضي للمستثمر، وأنا على استعداد لإحضاره لكم إن شئتم.