كثيرون الآن، وبأصوات العقل البعيدة عن المزايدات، يتحدثون عن عبدالله الربيعة، كم كان شجاعاً ويستحق الاحترام؛ لأنه لم يتهرَّب من مواجهة الإعلام، ولم يحوِّل علاقتَه بمصاب الطفلة رهام إلى بيانات إعلامية تصدرها وزارته، وهذا التصرف يجب أن يكون محلَّ التقدير والتفهُّم منَّا جميعاً، ونتمنَّى أن يكون نموذجاً يحتذي به المسؤلون الكبار، وما حدث لهذه الطفلة البرئية يحتاج من الجميع إعاده النظر لكل التفاصيل الصغيرة التي تحمل مخاطر ضخمة إذا لم نحسن اختيار مَن يديرُها ويشرفُ عليها، ولعلَّ ما حدث لرهام هو بوابة كبيرة ستدخلنا إلى أماكن ودهاليز كان يحتاج وزير الصحة وقتاً طويلاً ليعرف تفاصيلَها، وهو الإنسان الذي نذكر له دائما إنسانيَّتَه وإخلاصه في عمله. وللحق؛ فإنَّ حديثَه العفويَّ والجميلَ وهو يشرح كيف فكَّر أن يُهدي جهاز الآيباد إلى رهام كان حديثاً منطقيًّا وبسيطاً، ويعبِّرُ عن إحساس أبوي حقيقي، وعاطفة طبيب شعر بها من شاهدوا حديثَه أو تناقلوه بمختلف الوسائط. وللجميع نقول: هل هناك أفضل من القرآن أن يُهْدَى، وفي مثل هذه الظروف بالذات؟ نسأل الله أن يشفيَ ابنتنا رهام، وينزل عليها سحائب رحمته وعافيته ولطفه.