دعا مكتب المرجع الديني البارز الدكتور عبدالملك السعدي أهالي المعتقلين إلى تقديم طلبات لحصر قضاياهم من أجل عرضها على الرأي العام العالمي، في وقت زار موظف دولي من مكتب ممثلية الأممالمتحدة في العراق أمس محافظة الأنبار وسط توقعات بإمكانية «تدويل» مطالب المتظاهرين. وانطلقت أمس تظاهرة في منطقة البو فراج شمال مدينة الرمادي شارك فيها الآلاف من المواطنين في ذكرى مرور شهرين على انطلاق اعتصام الأنبار -تزامناً مع وصول «مروان علي» الموفد من ممثلية الأممالمتحدة في العراق إلى الأنبار، وقال أحد منظمي اعتصام الأنبار الشيخ محمد فياض «إن معتصمي الأنبار أطلقوا تسمية (أربعاء الحشد) على تظاهرتهم، ليبينوا للحكومة والمسؤولين بأن اعتصامات الأنبار مستمرة ولن تنتهي إلا بالاستجابة للحقوق المغتصبة وإعادتها إلى أهلها». تدويل المطالب بدورها، رجحت النائب عن القائمة العراقية وحدة الجميلي، إمكانية لجوء المتظاهرين إلى تدويل مطالبهم، مبينة في بيان لها، أنه «بعد الجهود التي بذلتها اللجنتان السباعية والخماسية، وبعد إطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين، مازلنا نلاحظ أن حجم هذا الحراك الحكومي لا يتناسب مع الحراك الشعبي المتمثل بمطالب المتظاهرين في عدد من المحافظات». وأضافت أن «من الممكن اليوم وبعد فشل الجهود الحكومية وفشل البرلمان في تحقيق مطالب المتظاهرين أن يلجأ المتظاهرون إلى تدويل القضية وأن يبعثوا رسائل إلى الأممالمتحدة وإلى مفوضية حقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي لتصبح قضيتهم دولية»، مشيرة إلى أننا «مازلنا تحت طائلة البند السابع، ولذلك يمكن أن تدول القضية بأبسط حالاتها». بيانات عن المعتقلين وكان مكتب الشيخ عبدالملك السعدي، دعا أهالي المعتقلين التوجه إلى نقابة المحامين في الأنبار أو غرفة المحامين في الأقضية والنواحي أو اللجنة الخاصة الموجودة في ساحات الاعتصام؛ لغرض تقديم بياناتهم عن معتقليهم وتعبئة الأنموذج الخاص بذلك مع إحضار المستمسكات اللازمة وما يثبت تعرضه للتعذيب إن وجد؛ وذلك كي يتم حصر المظالم وإحصاء عدد المعتقلين والمعتقلات، ومتابعتها، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. الاعتصامات شأن داخلي من جانبه، نفى الموفد الدولي إمكانية تدويل مطالب المتظاهرين، وقال مروان علي «فلسطيني الجنسية» أمس للصحفيين على هامش زيارته للأنبار، بأن ما تشهده مدن الأنبار من تظاهرات واعتصامات شأن داخلي ولا يمكن للأمم المتحدة التدخل في الأحداث التي يشهدها البلد؛ لأن مهمتنا نقل مطالب المعتصمين إلى الحكومة وإيجاد حلول جذرية لها». منوهاً إلى أن «بعض الأطراف تحاول التقليل من شأن عمل الأممالمتحدة في العراق من خلال اتهامها بضعف عملها وعدم قدرتها على التدخل في إنهاء الأجواء المتشنجة التي تشهدها محافظة الأنبار وبقية محافظات العراق الأخرى». وشدد بالقول: «زيارتي إلى مدينة الفلوجة ليس للتفاوض مع المعتصمين، إنما لإيجاد حلول لمطالب المعتصمين والاستماع لوجهات النظر فيما يخص هذه المطالب من أجل تكوين رؤى واضحة تضمن إيجاد حلول جذرية لمطالب المعتصمين ونقلها إلى الحكومة الاتحادية في خطوة من شأنها تقريب وجهات النظر والعمل على إنهاء هذه الأجواء بتعاون جميع الأطراف». وبين عن وجود تخوف لدى الأممالمتحدة والأطراف الأخرى الساعية إلى المساعدة في تقريب وجهات النظر بين الحكومة الاتحادية والمعتصمين من الوصول إلى ساحات الاعتصام؛ خوفاً من تعرضهم لاعتداء كما حصل لنائب رئيس الوزراء صالح المطلك قبل فترة قصيرة». محاولة اعتقال من جانب آخر، أفاد مصدر في شرطة محافظة الأنبار، أمس، بأن المتحدث باسم معتصمي الرمادي سعيد اللافي، تمكن من الإفلات من القوات الخاصة التي حاصرته في جامع الحاج هميم وسط المدينة، وبين أن عشرات المعتصمين يقودهم مرافقو النائب أحد العلواني هبوا لمساعدته بالخروج من الجامع مما أجبر القوة الأمنية على الانسحاب. وكانت قوة خاصة من لواء التدخل السريع حاصرت قرابة الساعة الواحدة من ظهر أمس الشيخ سعيد اللافي المتحدث باسم المعتصمين في ساحة الرمادي داخل جامع الحاج هميم في منطقة الجمعية وسط الرمادي، وطالبته بالخروج وتسليم نفسه، إلا أنه لم يستجب وبقي في الداخل مع بعض المصلين.