تنازلت أسرة قتيل يمني عن القصاص من قاتله لوجه الله تعالى ثم استجابة لشفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي نقلها نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، عن طريق ممثله الشيخ علي بن سلمان العليلي. وأعلنت أسرة القتيل يحيى عبده جلبي، أمام محكمة الزيدية في محافظة الحديدة بالجمهورية اليمنية الشقيقة أمس، تنازلها عن المطالبة بالقصاص من الجاني يحيى مساوي قطينة، يمني الجنسية، النزيل في شعبة السجن العام بمدينة جازان منذ ست سنوات، الذي أدين شرعاً بالقتل العمد إثر مضاربة بينه والمجني عليه بتاريخ 15 ربيع الثاني 1429ه. وعاش «قطينة» صباح أمس، لحظات استثنائية، اختلطت فيها مشاعر التفاؤل والارتياح بدموع الفرح والسعادة بعد أن زفّ إليه رئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم «تراحم» علي بن موسى زعلة، نبأ التنازل بحضور مدير الشعبة الرائد فيصل بن عبده الشعبي، ومساعديه، ليتخلص من كابوس القصاص الذي كان مقرراً تنفيذه خلال الأيام المقبلة، وتتجدد أماله في الحياة مرة أخرى. ورفع النزيل المعفو عنه أكف الضراعة للمولى عز وجل بأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، ويديم عليه لباس الصحة والعافية، وأن يجزل له الأجر والثواب على شفاعته الكريمة، معرباً عن تقديره وامتنانه لجهود اللجنة المركزية لإصلاح ذات البين في منطقة جازان برئاسة أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، ومثمناً تفاعل نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالعزيز، مع قضيته، وتكليفه مندوباً عن مكتبه بالسفر إلى اليمن للتواصل مع أولياء الدم، وإقناعهم بالتنازل عن المطالبة بالقصاص، وهو ما تحقق بفضل الله وتوفيقه. كما أبدى ندمه الشديد على ما بدر منه بحق المجني عليه تحت وطأة الطيش والانفعال، داعياً له بالرحمة والمغفرة ولذويه بالصبر والسلوان. من جانبه، أوضح رئيس لجنة «تراحم» أن المعفو عنه «قطينة» عرف بين زملائه والعاملين بالسجن بالهدوء والالتزام وحسن التعامل مع الجميع. كما أنه من المترددين على حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وله مشاركات متميزة في الأنشطة والفعاليات الدينية والثقافية والاجتماعية التي تنظمها اللجنة بالتنسيق مع إدارة السجن.