أكدت ل«الشرق» مصادر في مستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة أن حالة السائق والمعلمات المصابات بحادث السريحة غير مستقرة، وهم يتلقون العلاج في العناية المركزة، وأن التحليل الأولي للسائق يؤكد تعاطيه أدوية نفسية، وأن السرعة كانت السبب الحقيقي للحادث. زواج غدير وفي حديث ل«الشرق» قالت أم خالد، وهي صديقة المعلمة المتوفاة غدير الردادي (29 عاماً)، إنها فقدت غالية عليها، وأن غدير حذرت زميلاتها من تهور السائق «ستكون نهايتنا على يد هذا السائق المتهور»، متهمة إياه بالقيادة بسرعة جنونية، ولكن المعلمات كن بحاجة إلى سائق لنقلهن، ما دفعهن إلى الصبر عليه. وأشارت أم خالد إلى أن غدير كانت تنتظر بفارغ الصبر زواجها بعد ثلاثة أشهر، وكانت تخبر زميلاتها باستعداداتها ليوم فرحها، وزادت بهجتها بعد تلقيها لخبر شمولها ضمن حركة النقل الداخلي للمعلمات التي أصدرتها الوزارة مؤخراً بتحقيق طلبها بالتدريس داخل المدينةالمنورة. ونوهت أم خالد بأبرز أمنيات صديقتها غدير، وهي نقل أختها المعلمة الأخرى، المساعدة الإدارية في الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة القصيم إلى المدينةالمنورة. القرآن صدقة من جهته، أطلق عدد من المعلمات في المدينةالمنورة ومحافظاتها حملة على مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي للترحم على المعلمات المتوفيات غدير الردادي، وليلي الردادي، وعواطف الجهني، تتضمن رسائل تذكيرية تحمل رابطا للقرآن الكريم كاملا، وتطالب الجميع بنشره ليكون لهن شفيعاً يوم القيامة. سائقو المعلمات وأكد الناطق الإعلامي باسم مرور المدينةالمنورة، العقيد عمر النزواي، ل«الشرق» أن التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحادث المروع، مشيراً إلى أن مرور المدينة يتابع القضية بشكل مكثف، مبيناً عدم وجود شروط خاصة لسائقي نقل المعلمات. وعلمت «الشرق» من أقارب المعلمة المتوفاة عواطف صالح دخيل العامري (42 سنة) أنها تدرِّس مادة الدين في مدرسة السريحة، وتم نقلها في حركة النقل الخارجي الأخيرة إلى منطقة المدينةالمنورة، كما تم نقل أختها نجلا صالح دخيل العامري إلى المدينةالمنورة في حركة النقل الأخيرة، وهي معلمة الدين المصابة في الحادث نفسه، وتعاني من إصابات بالغة. وأكد قريب للمعلمتين ل«الشرق» أنهما يتيمتان، وأنهما وحيدتان وتسكنان مع والدتهما التي قامت بتربيتهما.