استضافت جامعة جازان ضمن فعاليات موسمها الثقافي السادس الراحلة السعودي محمد بن ناصر العبودي لإلقاء محاضرة بعنوان “عجائب وغرائب الرحلات”، صباح أمس بقاعة الاحتفالات الكبرى في الجامعة بحضور وكيل الجامعة الدكتور حسن بن حجاب الحازمي نيابة عن مدير الجامعة وعميد شؤون المكتبات الدكتور ناصر بن محمد الحازمي وأعضاء هيئة التدريس والطلاب. وأدار المحاضرة الدكتور محمد بن عبدالله المشوح الذي رافق العبودي إذاعياً عبر إذاعة مكةالمكرمة على مدى عقود من الزمن مكنته من امتلاك مفاتيح إدارة الحوار وخاصة مع موسوعة معرفية بحجم العبودي. وسلط العبودي من خلال محاضرته الضوء على أوضاع المسلمين والأقليات الإسلامية في أكثر من 170 دولة حول العالم على مدى نصف قرن قضاها مسؤولاً عن التواصل مع المسلمين في كافة أرجاء المعمورة سجل من خلالها انطباعاته وتجاربه وما قابله من غرائب وعجائب أثناء رحلاته وتنقلاته التي انتجت أكثر من 170 كتاباً. وقال العبودي إن أولى رحلاته كانت إلى إفريقيا في عهد الملك سعود يرحمه وبإيعاز من الملك فيصل وذلك قبل خمسين عاماً، وبيّن أنه بعد عودته تم اعتماد 50 وظيفة تحت مسمى داعية إسلامي. وتطرق العبودي إلى رحلاته إلى مجاهل روسيا وسبيريا والتي كان من الغرائب التي وقف عليها بأنه لا تقدم المطاعم الوجبات لطالبها إلا بإذن من الحكومة، وكذلك مرور اليوم كاملاً بدون دخول ليل بالإضافة إلى البرد القارص الذي يصل في بعض الأحيان إلى 51 درجة تحت الصفر وكيف تمكن من التعايش مع ظروف حياتية قد يصعب التكيف معها. وعرج العبودي في حديثه على رحلاته إلى جزر المحيط الهادي حيث قال بأنه وجد بها 17 مدرسة ثانوية إسلامية، وكذلك زيارته جزر سليمان والتي كانت تخلو من المسلمين. وعن زيارته للفتيكان بدعوة رسمية في عهد الملك فهد يرحمه الله وما سجله من استغراب القساوسة والقدسيين من انتشار الإسلام رغم قلة الإمكانات الدعوية في بلد مسيحية. وعن بيرو وما يعانيه الأقلية المسلمة من ندرة أماكن الصلاة حتى أن أحدهم يروي أنه يتنقل بين خمس محطات باص للوصول إلى المسجد لأداء الصلاة، وقال إنه فقيراً ولم يطلب سوى ملابس عربية تعينه على أداء الصلاة بوضوء آمن. وأبدى العبودي رضاه عما تحقق له في سبيل نشر الدعوة الإسلامية في ظل ما قدمته المملكة العربية السعودية من دعم للإسلام والمسلمين في كافة أرجاء العالم، وكذلك ما كان لهذا الدعم من أثر في دخول الآلاف من البشر إلى الدين الإسلامي من مختلف الديانات والجنسيات. وذكر العبودي قصة رئيس دولة الجابون الذي أعلن إسلامه رغم عدم وجود أي مسلم على خارطة بلاده، وطلب من وزراءه بعد سلامه إما الإسلام أو الاستغناء عن خدماتهم، وتابع: من المؤسف أن هذه الدولة لم تجد من العالم الإسلامي الدعم اللازم وإلا لكانت من ذلك الحين دولة إسلامية. وفي نهاية اللقاء كرَّم وكيل الجامعة الدكتور حسن بن حجاب الحازمي الضيف وشكره على ما قدمه من خلاصة تجاربه الواسعة وخبراته العميقة لأبنائه الطلاب والطالبات وطلاب العلم من جوهر المعرفة. الشرق | جازان