كشف الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد بن ناصر العبودي أن للمملكة العربية السعودية في عهود ملوكها سعود ، وفيصل ، وخالد ، وفهد أبناء الملك عبدالعزيز وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - جهوداً كبيرة في العمل الدعوي في جميع أنحاء العالم وبخاصة في القارة الأفريقية التي كان لها نصيب الأسد في زياراته لمعظم دولها بهدف نشر الدعوة الإسلامية بين شعوب الدول الأفريقية على مدار خمسة عقود ماضية . جاء ذلك خلال محاضرة للشيخ محمد العبودي ألقاها بمنتدى (العُمري) بحي الفلاح بالرياض ، وقدم لها الأستاذ الدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد أستاذ التاريخ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورئيس تحرير مجلة الدرعية التاريخية الذي قدم موجزاً لمسيرة الشيخ العبودي ومسيرته الدعوية ورحلاته خلال نصف قرن من الزمان ، وكتبه التي قاربت المائتي كتاب متنوع ، وحضر المنتدى نخبة كبيرة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين والمثقفين وطلبة العلم في مختلف العلوم والفنون . وتأتي المحاضرة في إطار البرامج الثقافية , والندوات واللقاءات العلمية التي دأب (منتدى العُمري) على تنظيمها لمناقشة عدد من الموضوعات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية بهدف تسليط الضوء على بعض القضايا المهمة وكيفية التعامل معها ، والتغلب على سلبياتها ، وتنمية إيجابياتها . وأوضح الشيخ محمد العبودي - في محاضرته - أنه على مر ثمانية وأربعين عاماً كان له العديد من الجولات الدعوية في مختلف دول العالم وأنه خاض ميدان الاتصال بالمسلمين وتقديم المساعدات لهم من بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ، وكذلك ميدان الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، مشيراً إلى أن الدعوة الإسلامية لها طرق وسبل ونواحي ، مبيناً أن القيام بالجولات إلى المسلمين في أنحاء العالم وتقديم المساعدات إليهم من المملكة العربية السعودية هو في نفسه دعوة إلى الله سبحانه وتعالى . وبين الشيخ العبودي أن ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية لم يدخروا جهداً في تقديم الدعم والعون للشعوب الإسلامية في جميع قارات العالم دون استثناء وعلى كافة الميادين سواء في بناء بيوت الله والمراكز الإسلامية والثقافية ، وتزويدهم بجميع ما يحتاجون إليه من مصاحف ، وكتب إسلامية ، ومنح دراسية لأبناء المسلمين في العالم ، مشيراً إلى أنه من خلال هذا العمل الدعوي استطاع كتابة العديد من الكتب التي تتناول أحوال المسلمين والظروف التي تحيط ببلادهم سواء كانت ظروفاً اقتصادية أو ظروفاً سياسية أو اجتماعية والتي تعد تراثاً فردياً في الرحلات . وتحدث الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي عن أحوال الدعوة إلى الله تعالى في العديد من القارات في مختلف أنحاء العالم على مدار تلك العقود الخمسة وما عانته من قصور وفتور ، وكيف كانت المملكة العربية السعودية تولي جل اهتمامها في نشر الدين الإسلامي الحنيف ، حيث بعثت بالدعاة إلى مختلف الدول الإسلامية بهدف تبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم ، وشرح محاسن الإسلام لمن يعتنق غير الإسلام بهدف إدخالهم في الدين الإسلامي . وسرد الشيخ العبودي بعضاً من قصص رحلاته الدعوية وغرائب الأحداث التي مرّ بها خلال تلك الحقبة الزمنية المديدة من حياته الحافلة بالعمل الإسلامي في الدعوة إلى الله تعالى، وتبيان محاسن هذا الدين الإسلامي الحنيف ، مفنداً – في ذات الوقت - من خلال رحلاته الدعوية المختلفة ادعاءات وافتراءات أعداء الإسلام على هذا الدين الحنيف ، وإيضاح ماهية الإسلام ، وشرح الصورة الحقيقية الناصعة البياض عن هذا الدين الأغر الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، وأنه دين الحق والعدل والمساواة . وفي ختام المحاضرة ، أجاب معالي الشيخ محمد العبودي على أسئلة الحضور التي ركزت في أغلبها عن توثيق تلك المسيرة الدعوية الحافلة بالعطاء بالصوت والصورة ، وإضافة ما يمكن إضافته عن تلك المسيرة المباركة التي تبرز جانباً من جوانب ما قدمته المملكة العربية السعودية من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين في أنحاء العالم .