تتفاعل الحالة الإنسانية، وتورق الحكاية الأزلية عن معاناة البشر الذين باتوا ينعتون بالمطحونين والمغبونين وأصحاب الحظوظ العاثرة، فهؤلاء من تدور مفاصل رواية «سَهَو» للأديب والكاتب عبدالحفيظ الشمري عليهم، وتنهل من معين حكايتهم التي لا تنضب. عُني الروائي الشمري في تفاصيل حياة البطل «سَهَو» الذي جاء إلى المدن محملا بهواجس شحناء سالفة، وحذر لا يفارقه حتى بات على رصيف الحياة والغربة بلا أدنى مبرر لوجوده.. فلم يشأ أن يعود «سَهَو» إلى المنابت الأولى ولم يشق طريقه في متاهة المدن المعاندة. الرواية شهادة أخرى من شهادات الرجال الأشداء الذين يقاومون كل ما هو متغير، إلا أن الزمن كفيل بتحييدهم والفت بعضدهم حتى ينهاروا في آخر المطاف.. تماماً مثلما حل ببطل هذه الرواية حينما ظل يقاوم على مدى أكثر من عقدين إلا أن النهاية أثخنته وعجلت برحيله. الخاتمة أو لحظة التنوير في الرواية سجلت انتصار المدينة وناموسها وحياتها المضطربة على حياة رجل معاندٍ يسمى «سهو سليم الرمي» .. لتنتهي حالات معاناته بنهايات حادة تجهز على أي أمل بالمصالحة بينهما. تقع رواية «سَهَو» للشمري في نحو (200صفحة) من القطع المتوسط وصدرت هذا العام عن مؤسسة الانتشار العربي ببيروت 2013م، وهي العمل الروائي السابع للكاتب. يذكر بأن الشمري سبق له أن أصدر ما يزيد عن 6 مجموعات قصصية إضافة إلى أربع روايات هي فيضة الرعد 2000، جرف الخفايا 2004، غميس الجوع2008، شام .. يام 2010.