الدمام – مريم آل شيف يقع على مساحة 4000 متر مربع.. ويضم مكتبة أبحاث وصالة عرض واستضافة ورش فنية يفتتح المعرض العربي السعودي (حافة الجزيرة العربية) في مقرِّه الجديد في مدينة باترسي البريطانية في 7 مارس المقبل، وذلك بعد مشاركته لأربع سنوات ضمن المركز العربي البريطاني في لندن. ووصف الفنان البريطاني ستيفن ستابلتون، المؤسس المشارك في تأسيس المعرض إلى جانب الفنانين السعوديين أحمد ماطر وعبد الناصر غارم عام 2008، خطوة الانتقال بأنَّها «كبناء منزل خاص نستطيع فيه استقبال مجتمعنا المتنامي، وسنسمح فيه لأفكارنا بالتنفس، وهو المكان الذي سيمكِّنُنَا من توفير بيئة تمكِّن الفنانين من الابتكار والتطور». تبلغ مساحة المبنى الجديد 4000 متر مربع، ويحتوي على مكتبة للأبحاث في الترجمة الأدبية (العربية، الإنجليزية، والفرنسية) ومكتبة مفتوحة للجميع، ومساحة لاستضافة ورش عمل فنية وعروض، ومشروع الوسائط المتعددة لعرض أنشطة المنظمة منذ الاجتماع الأول بين ستابلتون وماطر وغارم. وحول إمكانية التعاون مع منظمي المعارض في لندن؛ قال ستابلتون: «نريد الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور في لندن، ودعوتهم للتعرف على الفنون الناشئة في الشرق الأوسط». كما يسعى المعرض هذا العام بشكل متزايد للشراكات مع عدد من المؤسسات الثقافية الرائدة لتقديم برامج الإقامة الإبداعية للفنانين. ويُعتَبَرُ معرض حافة الجزيرة العربية مبادرةً فنيَّةً مستقلَّة لتطوير الفن العربي المعاصر، خاصة في السعودية، ويهدف للوصول لأكبر عدد من الجمهور في العالم، وذلك من خلال المشاركة في عدة معارض عالمية. وكانت بداية فكرة هذا المعرض عندما التقى الفنان البريطاني ستيفن ستابلتون بالصدفة مع الفنانين السعوديين أحمد ماطر وعبد الناصر غارم عام 2003 في مدينة أبها خلال زيارته لمهرجان مفتاحة، كما ساهم صندوق عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع في تأسيس المعرض. وقال ستابلتون: إن «حركة الفن التشكيلي المعاصر في السعودية من أكثر الحركات ديناميكيَّةً وتحدياً على مستوى التشكيل في الشرق الأوسط، ونحن فخورون بأن نكون جزءاً منها». تاريخ المعرض بدأ المعرض جولاته العالمية في لندن عام 2008، وتابع جولاته في البندقية وبرلين والرياض ودبي وإسطنبول وجدة. وشارك في هذا المعرض منذ افتتاحه عدد كبير من فنَّانِي الخليج والوطن العربي إضافةً إلى 24 فناناً وفنانة من السعودية، منهم (أحمد ماطر، عبدالناصر غارم، الجوهرة آل سعود، شادية ورجاء عالم، هلا علي، محمد الشهري، محمد الغامدي، نهى الشريف، سامي التركي، فيصل سامر، منال الضويان، مها ملوح). أصدر المعرض كتاباً ضمَّ من خلاله أعمال ومشاركات 12 فناناً سعودياً لإبرازهم للعالم. شادية ورجاء عالم تميَّز بعض الفنانين السعوديين المشاركين في المعرض بصورة خاصة من خلال مشاركاتهم المتكررة في المعارض العالمية لحافة الجزيرة العربية، ومنهم الأختان رجاء وشادية عالم، وذكر الكاتب والصحفي البريطاني هنري هيمنغ في مقدمة المقابلة الصحفية المطوَّلَة التي أجراها معهما في شقتهما في باريس ونُشرت حصرياً في إصدار خاص بالمعرض «أنَّه من الصعب وصف شادية ورجاء بسياق مختصر فهما تتجاوزان السيرة الفنية الشخصية الشائعة». وقالت «الأختان عالم» خلال الحوار «إنَّ تجربة صفية بنت زقر ومنى مصلي في عرض لوحاتهما خلال ستينيات القرن الماضي في جدة شجع الفنانة السعودية لعرض أعمالها دون خوف أو قلق من المجتمع، وتم وصفهما بالرائدتين، ليس لجنسهما؛ بل لجودة أعمالهما». هلا علي تميزت الفنانة هلا علي بفن التقطيع وتتجاوز أعمالها موضوع الوطن الواحد أو اللغة الوطنية الواحدة. هلا علي التي لا تكتب اسم عائلتها مطلقاً فيما يخصُّ الفن، وهذا الموقف كان مثار كثير من التساؤلات حول معنى أن تكون شخصية الفنان مستقلَّةً عن الكنية، وكذلك موقع وأهمية الاسم من الناحية الاجتماعية في مجتمعات الشرق الأوسط. وتوضِّحُ الفنَّانةُ ذلك قائلة: «لقد وفَّرتُ لنفسي بهذا مساحة واسعة من الحريَّة الإبداعيَّة»، كما ترى «علي» أنَّ الانتماء إلى جنسية بعينها يحجب الفرص عن الفنان المعاصر. منال الضويان برزت أعمال منال الضويان للعالم من خلال صورها الرائعة بالأبيض والأسود في سلسلة تبرز من خلالها القيود التي فُرضت على النساء في المجتمع السعودي. الضويان فنانة متمردة و ثائرة على طريقتها الخاصة، وصورها الفوتوغرافية تتكلم عنها. كما أنَّ أعمالها التركيبية تُثير ردود أفعال شتَّى. وقالت الضويان: «طموحي كفنانة هو أن أخلق شيئاً يستمر من بعدي، وليس بالضرورة أن يعني هذا السعي إلى الشهرة، لكنه يعني استمرار وجود مشاعري وأفكاري، فكل صورة ألتقطها تشبه جزءاً مني أود لها أن تعمر بعدي ولا أهتم إطلاقاً بالذات». عبدالناصر غارم احتفت مجلة (رولينغ ستون) بالفنان عبدالناصر غارم، ووصفته بأنه (نجم الروك) للفن السعودي المعاصر، فضلاً عن أنه أصبح وجهاً دائم الحضور على شاشة التليفزيون السعودي. اشتهر غارم بعمله (الرسالة والرسول) التي بيعت بأغلى الأثمان من بين أعمال الفنانين العرب، وقد تجاوزت الرقم القياسي لأغلى عمل فني عربي من دول الخليج. و ذكر غارم خلال مقابلة مع هيمنغ في جنوب المملكة: «يقول بعض الناس إن الفن لم يكن موجوداً في السعودية قبل خمسين عاماً. إنهم على خطأ، انظر إلى تلك الزهور على شعر ذلك الرجل، إنه فن سعودي أصيل، مع أنه ليس شخصاً يقف في استديو ويرسم لوحة». أحمد ماطر أما أكثر ما يميز الفنان أحمد ماطر على مدى مسيرته الفنية التي تجاوزت 12 عاماً هو بقاؤه وفياً لماضيه على نحو لافت للنظر. وتتسم تجربة ماطر بالجمع بين عنصرين أو فكرتين متناقضتين ظاهرياً. طور ماطر موضوعاته الفنية، وازداد عمله رقة، كما تمتاز أعماله بقوتها وتعدد طبقاتها في حين تمس جوانب من الفن الإسلامي بأسلوب أكثر أصالة وحداثة، وقد اقتنى المتحف البريطاني الذي يعنى بالفن الحديث والمعاصر في الشرق الأوسط عملين من أعمال ماطر. وفي أمريكا، اقتنى متحف الفن في لوس أنجلوس عمل (إضاءة – وقف عثماني) وقد وصفت الدكتورة في جامعة ييل المختصة في الفن الإسلامي، ليندا كوماروف، خلال زيارتها للمتحف عمل ماطر بأنه «لا يُعِيدُ اكتشاف الفن الإسلامي، بل هو يسعى لإضاءة أهدافه وتحويله إلى وسيلة تعبير شخصية، وأن هذا العمل سيضاهي الأعمال القيِّمَة والنادرة من منجزات الفن الإسلامي المعروضة».