أساءني الهجوم الكاسح الذي وجَّهه الفنان عبدالله السدحان لرفيق دربه ناصر القصبي بصورة فجَّة لا تعكس الروح الحلوة التي سادت التوأم الفني الذي صال وجال سنين طوالاً قدموا للدراما السعودية عصارة تجربتهم حتى صار برنامجهم الشهير «طاش ما طاش» مادة رئيسة تستقطب الملايين في الخليج والعالم العربي. دوام الحال من المحال، ودوام التوائم الفينة لا يستمرُّ إلى الأبد، انفصل دريد لحَّام عن نهاد قلعي، وانفصل عبدالحسين عبدالرضا عن سعد الفرج دون ضجيج ودون اتهامات ودون شتائم، وعبدالله وناصر اللذان تسيَّدَا المشهد الكوميدي في العالم العربي لأعوام طوال لا نريد الصورة الذهبية عنهما تهتزُّ؛ لأنَّ اهتزازَهما يهزُّنا معهما. عبدالله عليه الآن أن يعرف كيف يقدِّمُ نفسَه جيِّداً وحده، وقلتها مراراً وتكراراً الشخصية الوحيدة التي سينجح فيها عبدالله هي شخصية «أبومساعد»، ما عداها سيصبح شخصيَّةً مكرَّرةً بليدة لاتقل بلادةً عما يقدمه حسن عسيري وفايز المالكي وفهد الحيان وآخرون. عبدالله فنان كبير، ويُعتَبر من أفضل الشخصيات الفنية في الوطن العربي التي تقدم كاركتر الرجل العجوز بهيئته، بنظراته، بتعابيره، بمشيته، بإيماءاته، ولا يقدمها مثل خالد سامي مثلاً الذي يعتقد أن شخصية الشايب تتطلب لحية فقط وترديد بعض الإفِّيهَات. فنانو هوليوود لديهم وكلاء يرشدونهم كيف يتكلمون، وعماذا يتكلمون، ويختارون لهم الأدوار التي تناسب إمكاناتهم، فنَّانُونا كبروا أم صغروا «طايرين في العجة» ويحسبون أنَّ الدنيا تُؤخَذُ غِلاباً.