دريد لحام هذا الفنان العربي الكبير الذي اتحفنا على مدى سنوات بأعمال إبداعية كان في معظمها يجسد واقع الانسان العربي وهمومه السياسية والاجتماعية عبر اعمال كان البعض منها يخاطب الانسان البسيط والبعض الآخر يخاطب المثقف العربي ومع هذا كانت تصل الى الجميع. هذا النجم شارك في مراحل بعيدة من حياته النجوم المصريين في الكثير من الافلام السينمائية والتي اخذت الطابع الفكاهي ومثلت مرحلة من حياته الفنية التي شاركه فيها رفيق دربه الراحل نهاد قلعي حيث شكلا في حقبة زمنية العنوان الابرز للدراما السورية وقدما في مراحل متلاحقة اهم المسرحيات السياسية العربية واصبح اسم هذا النجم لامعاً وأصبح التعاون بينه وبين النجوم العرب الذين يماثلونه في النجومية مطلباً متى ما تحقق النص الجيد فمنذ عدة سنوات ونحن نسمع عن البحث عن مشروع للتعاون بينه وبين النجم الكبير عادل امام متى ما توفر النص الجيد. لكن ترى ما هو النص الجيد الذي يبحث عنه اي نجم كبير ليشارك فيه البطولة نجم كبير آخر (خاصة إذا كانا من جنسيتين مختلفتين ولكل واحد منهما جمهوره ونجوميته التي بناها على مدار سنوات طويلة من عمره)؟. لعلي أقدم الإجابة على هذا السؤال من خلال التعاون الاخير الذي تم بين النجم المصري عادل امام والنجم المصري العالمي عمر الشريف من خلال فيلم حسن ومرقص.. هذا الفيلم يعتبر من اجمل ما انتجت السينما المصرية في السنوات الأخيرة وأنا هنا لا اتحدث عن الجانب الفني وانما عن موضوع الفيلم وأهدافه، فالفيلم يطرح قضية الصراع بين الاقباط والمسلمين المصريين وهو يطرح رسالته من منطلق اللحمة الوطنية والمعايشة السلمية بين أبناء الشعب الواحد وهي رسالة سامية يمكن تطبيقيها بين كل شعوب الارض ونموذج للتعايش السلمي بين السني والشيعي وبين الابيض والاسود وقس على ذلك كثير، إنها دعوة للسلام ولان هذا هدف الفيلم فإيصال الرسالة يحتاج إلى نجوم كبار وهو احد اهم وسائل التأثير في المشاهدين وهنا لا يكون الاختيار للقدرة على تقمص الدور بل استغلال النجومية في إيصال الدور ومثل هذا النص هو ما يبحث عنه اي نجمين كبيرين لان فيه وصول للجماهير وفيه إضافة إلى تاريخهما الكبير خاصة ان من بنى تاريخه في سنوات يسعى ولا شك للمحافظة على هذا التاريخ في آخر مشواره. لهذا نعتقد ان من يبحث عن تعاون بين نجوم محليين ونجم عربي كبير في حجم دريد لحام ان يقدم له نصاً بهذه المواصفات تقديراً لتاريخه ولو كانت القضية التي طرحها يوسف معاطي في فيلم حسن ومرقص عربية لما وجد غير دريد ليشارك عادل هذا الدور. لهذا من الظلم أن نزج باسم دريد في الترويج لمسلسل محلي لأننا فقط أردناه أن يشارك فاعتذر فليس من العدل أن نتحدث عن المعتذر الذي عرض عليه دور ولم يقبله وكأنه قد قبل به وتعاقد وبعدها انسحب وهنا يصح ان نقول ان عبدالناصر درويش بديل لدريد اما ان نرشح اي ممثل ويعتذر فلا يجوز لنا استغلال اسمه والاساءة اليه فعبدالناصر درويش نجم خليجي وله مدرسته وله لونه ودريد نجم عربي كبير له مدرسته وله لونه وليس من الوارد ان يكون احدهما بديلاً للآخر إلا إن كانا من نفس الحجم والمدرسة لأننا نقبل أن يقال إن عادل إمام بديل لدريد أو عبدالحسين عبدالرضا أما خلاف ذلك فنحن نسيء للكل حتى ولو كان هدفنا الترويج لمسلسلات الخمسة وأربعين يوماً. لقد صرح الأستاذ دريد لجريدة الرياض في نفس يوم اعلان البديل قائلاً انه اعتذر لارتباطه بالإعداد لمسلسل وفيلم وانه يتشرف بالعمل في المستقبل وهو بهذا الرد يخاطب الجمهور السعودي الذي يكن له الحب والاحترام بلباقة تليق به. نحن نعلم ان دريد لحام لن يتواني عن المشاركة في اي عمل عربي او خليجي او سعودي متى ما كان يصب في تحقيق رسالة سامية للإنسان العربي وهو بالتأكيد لن يشارك في عمل كوميدي يستطيع أي ممثل آخر القيام به. ولان دريد يبادلكم كل هذا الحب من خلال هذا الرد الدبلوماسي ولأنه قطع الطريق أمام استغلال هذا الموقف وتأويله، لا أملك كإعلامي إلا أن أبادله باسمكم هذا الحب وأقول له شكراً دريد..