شهدت العاصمة الأردنية عمان ليلة رأس السنة أزمة سير خانقة في أحد أكثر ميادينها أهمية وحيوية، وفي الطرق المؤدية له، وذلك بسبب الخلاف في وجهات النظر حول الموقف من الأحداث في سورية. وامتدت أزمة السير لعدة ساعات، وفي عدة طرق حيوية تؤدي إلى دوار عبدون ومنطقة غرب عمان، وذلك منذ مساء السبت، وحتى ما بعد منتصف الليل، فيما وجد سائقو السيارات أنفسهم يستقبلون العام الجديد في الشارع وسط تلك الاختناقات المرورية، بدلاً من أماكن الاحتفال المعتادة. ونتج التعطل المروري عن اعتصامين أمام السفارة السورية في عمان، والواقعة قرب دوار عبدون، أحدهما مؤيد للرئيس السوري بشار الأسد والآخر مطالب بسقوطه. واضطر رجال الأمن إلى إغلاق بعض الطرق القريبة بسبب وجود المعتصمين فيها أو حولها، فيما حضرت تعزيزات أمنية كبيرة أمام السفارة السورية، تحسباً لأية محاولة لاقتحامها. وكانت الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري دعت إلى اعتصام أمام السفارة السورية، مساء السبت، إلا أنها أجلت اعتصامها بعد أن حضر في المكان عدد من أنصار النظام السوري، ليمتد وقت الاعتصامين المتتاليين إلى عدة ساعات بالمحصلة. ورفع مريدو النظام صور بشار الأسد والأعلام السورية، وهتفوا تأييداً لبشار وضد أمريكا. أما الاعتصام المؤيد للثورة السورية فرفع المشاركون فيه أعلام الاستقلال السورية، وشعارات مؤيدة للثورة ومطالبة برحيل بشار الأسد، فيما لوحظ أن السفارة السورية قامت بتشغيل مكبرات الصوت بالأغاني المؤيدة لبشار للتشويش على الاعتصام كما يبدو. وأثناء الاعتصام أطلق نشطاء عدداً من المناطيد التي أطلقوا عليها اسم “مناطيد الحرية”، تعبيراً عن “أشواق الحرية التي تعانق السماء” كما ورد في دعوات الاعتصام. وتشهد منطقة السفارة السورية باستمرار اعتصامات معظمها مؤيد للثورة السورية، لكنها المرة الأولى التي تتسبب فيها الاعتصامات بمثل هذه الأزمة المرورية.