أوضح رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أن التبادل الحضاري والثقافي بين المملكة العربية السعودية ومملكة أسبانيا ممتد منذ وقتٍ طويل، ويقوده في هذه الحقبة باهتمام بالغ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لاسيما وأن أسبانيا تملك إرث وتراث إسلامي قديم. جاء ذلك خلال افتتاحه معرض الصور الفوتوغرافية “من قرطبة إلى كوردبا”، الذي تنظمه السفارة الأسبانية بالتعاون مع مؤسسة البيت العربي في متحف الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض الأحد، بحضور السفير الأسباني خواكين بيريف. وأبان أن المملكة تفخر بتنظيم مثل هذه المعارض التي تجسد التوجه الذي يتبناه خادم الحرمين الشريفين، والمتمثل في حوار الأديان والثقافات والحضارات، وتوثيق العلاقات الثقافية بين البلدين، وقال “إن الحكومة الأسبانية تولي الحضارة الإسلامية اهتماماً بالغاً، ويتجلى ذلك في رعاية جلالة ملك أسبانيا لكثير من الفعاليات ذات العلاقة بهذه الحضارة”. وأضاف أن أسبانيا دولة تملك إرثا حضاريا كبيرا، وللإسلام من هذا الإرث نصيب الأسد، والمملكة العربية السعودية تقدر ذلك، وتسهم في استمراره، وما جامع الملك عبدالعزيز، الذي شُيّد جنوب أسبانيا قبل ما يتجاوز الثلاثون عاماً، بمباركة ودعم ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، إلا مثال على ذلك. وكشف أن الهيئة بصدد تدشين فندق تراثي في الدرعية القديمة بالتعاون مع مؤسسة أسبانية رائدة، مما سيمنح السوق السياحية والفندقية في المملكة نشاطاً جديداً سيتيح الكثير من الفرص الاستثمارية والوظيفية في المملكة. وحول التراث العمراني في المملكة، أوضح رئيس الهيئة أن القرارات السامية في هذا الشأن كفلت لهذا التراث الازدهار بعد الاندثار والاعتزاز مكان الازدراء، مؤكدا أن الهدف المستقبلي أن يعيش المواطن هذا التراث بدلا من اكتفائه بقراءته ومشاهدته في الصور، حيث ستكون آثارنا العمرانية أماكن سياحية يمكن أن تثري السائح وتزيد من خياراته السياحية. ولفت إلى أن المملكة تزخر بالتراث العمراني على مر العصور، لاسيما العصر الإسلامي الذي نعتز ونفتخر به، ويمثل تاريخنا ومستقبلنا، ناهيك عن جماله الأخاذ، الذي جعل دولة مثل مملكة أسبانيا توليه مزيداً من الاهتمام والاعتزاز. ومن جانبه، ثمن السفير الأسباني رعاية رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وافتتاحه للمعرض، ولرئيسة الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رعايتها المناسبة بجانبه، وبين خواكين أن مملكة أسبانيا مهتمة بتنشيط التبادل الثقافي مع العالم العربي، مفيداً أن المعرض جاء مخصصاً لقرطبة، وسينتقل إلى مدينة جدة في وقت لاحق. يذكر أن المعرض، الذي تفتتحه غداً الأميرة عادلة بن عبدالله بن عبد العزيز، يحوي خمسين صورة فوتوغرافية تتضمن مشاهد لمسجد الجامع ومحيطه وأبراج المدينة وحمماتها الشعبية، كما تتناول الشبكة العمرانية والمآذن والفن المدجن وغيرها من الآثار الإسلامية التي حظيت بها قرطبة، حيث سبق أن فازت هذه الصور بمسابقة “من قرطبة إلى كوردبا”، التي نظمت العام الماضي في أسبانيا، بهدف إحياء التراث الإسلامي بالمدينة الأندلسية. هذا وستنظم على هامش المعرض، الذي يستمر ثلاثة أسابيع، ورشتي عمل موجهة للأطفال إلى جانب محاضرة لمدير عام مؤسسة البيت العربي ادواردو لوبث، وهي مؤسسة أنشأت في أسبانيا عام 2006م، وتعنى بدعم الدراسات الإسلامية والعربية وتسهم في مد جسور التواصل بين أسبانيا وأوربا من جانب والعالم العربي والإسلامي من جانبٍ آخر. الرياض | واس